دعت أحزاب التكتل مجالس شوراها الوطنية إلى الانعقاد من أجل بلورة موقف سياسي حيال الوضع الجديد، كما دعت المناضلين إلى “البقاء على أهبة الاستعداد لمواصلة مسيرة الجزائر الخضراء التي بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطي المؤجل في الجزائر”.وأشارت أحزاب التكتل في بيان مشترك لها أمس، أنه بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت يوم 10 ماي 2012 ،والتي نال فيها التزوير من إرادة الأمة بشكل غير مسبوق، وبعد القراءة الموضوعية والدقيقة لمجريات الحملة الانتخابية وما سبقها وما تخللها من تجاوزات إلى يوم الاقتراع ،وما ترتب على ذلك من نتائج وصفت بغير المنطقية، وتلقاها الرأي العام بالاستغراب ،فإن تكتل الجزائر الخضراء يعبر عن مخاوفه تجاه المستقبل كون هذه النتائج تسببت في إعادة قطار الإصلاحات إلى نقطة الصفر وأرجعت البلاد إلى عصر الأحادية وكرست المزيد من اليأس في قدرة الصندوق الانتخابي على تعميق الإصلاحات وزرع الأمل في المستقبل”.برزت ملامح تشكل جبهة مضادة لنتائج الإنتخابات التشريعية، ثلاثة ايام بعد إعلانها، بعد أن “توافق” الغريمين “ الأيديلولوجيين” تكتل الجزائر الخضراء وحزب العمال.لبت الأمينة العامة لحزب العمال، دعوة صريحة من قادة تكتل الجزائر الخضراء، لتنسيق المواقف حول الخطوة المستقبلية المنتظر مباشرتها بعد إحتجاج الطرفين على نتائج التشريعيات الموسومة “بالتزوير” حسب قادة التكتل وحنون على حد سواء، وكانت حنون تنتقد مرارا تكتل الجزائر الخضراء، خلال حملتها الإنتخابية، بمخاوف من “صعود إسلاميين” عاكست نتائج الإنتخابات حلمهم .وقالت مصادر أن الجبهة الوطنية الجزائرية تنظر دعوة من التكتل أو لويزة حنون للإنظمام إلى “جبهة الرفض” بعد أن إحتج، موسى تواتي، بشدة على إقصاء قوائمه في عديد الولايات حيث لم يتحصل سوى على تسعة مقاعد بعد أن حاز 21 مقعدا في التشريعيات السابقة. وقالت رئيسة حزب العمال أن قادة “تكتل الجزائر الخضراء” فعلا اتصلوا بها لتنسيق المواقف ردا على “المهزلة الانتخابية” وقد لبت الدعوة في إنتضار عقد اجتماع تشاوري وفتح المبادرة على الأحزاب المتضررة من نتائج الانتخابات كما ترى حنون.واعتبر تكتل الجزائر الخضراء أن “ هندسة نتائج الانتخابات بهذا الأسلوب المفضوح مصادرة لإرادة الشعب الجزائري المتطلع نحو الإصلاح الدافع باتجاه ربيع جزائري يستجيب لتطلعات جميع الجزائريين، ويضيق مساحات الأمل في المستقبل، لاسيما لدى الشباب الجزائري الطامح إلى استلام المشعل”، محملا المسؤولية “الأخلاقية والسياسية والقانونية لمن تسببوا في تأجيل ربيع الجزائر واغتالوا حلم الأمة في تصحيح الإختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بوسائل سلمية”، كما اعتبر التكتل أن الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية “ضربة قاضمة لوعود الرئيس الذي يتحمل مسؤولية الانحراف الذي حصل قبل الحملة وخلالها ثم تكرس عشية انتهاء الاقتراع وإعلان النتائج “ ورأى بان “التسجيل الجماعي للأسلاك المشتركة خارج الآجال القانونية بداية التزوير، رغم طعون واحتجاجات الأحزاب واعتراض اللجنة المستقلة قبل بداية الاقتراع .علاوة عن اعتباره النتيجة المعلنة تناقضا مع الحقيقة السياسية التي صنعها الشعب في الصناديق، والتكتل بهذه النتيجة يرى نفسه القوة السياسية الأساسية الأولى في البلاد التي تنعقد عليها آمال الإصلاح ورهانات المستقبل.