وحسب المحتجين، فإن هذه الخرجة الاحتجاجية جاءت نتيجة المعاناة اليومية التي يتخبط فيها هؤلاء، مجمعين على التهميش الذي تعرفه منطقتهم واتهموا المسؤولين بتفضيل مناطق على حساب أخرى مما خلق حالة من الانقسام بين سكان البلدية، مؤكدين أن سكناتهم ظلت طوال سنوات مضت خارج اهتمامات المسؤولين مما ولد لديهم معاناة كبيرة يتكبدها ويدفع ثمنها السكان المحليون، خاصة وأن هذه التجمعات ليست بالبعيدة عن مقر البلدية إلا ببضع الكيلومترات، مما يستوجب على السلطات المحلية والولائية ضرورة التدخل قصد استفادة هؤلاء من مشاريع تنموية لإخراجهم من العزلة، مؤكدين أن مشتتهم لم تمسها عمليات التهيئة، خصوصا منها تعبيد الطرقات خاصة الطريق الوحيد الذي يربطهم بالمشاتي المجاورة، مما يصعب عليهم التنقل خلال نزول الأمطار لتتحول المسالك الريفية إلى أوحال وبرك مائية· وأكثر ما يؤرق السكان عدم استفادتهم من الغاز الطبيعي، حيث يطالبون كل مرة بضرورة برمجة استفادتهم من هذه المادة الضرورية، إذ تعيش المئات من العائلات الفقيرة التي تقطن بالمنطقة في ظروف جد قاسية، نظرا لقلة إمكانياتهم، إذ يلجؤون وسط البرد القارس شتاء للاحتطاب من الجبال المجاورة للتدفئة ويتكبدون عناء كبيرا لنقل الماء من المنبع المتواجد على مستوى المشتة والذي يعتبر المصدر الرئيسي والوحيد الذي لم يبخل عليهم بالماء العذب منذ الاستقلال، فيما لا تزال بعض المنازل تستعمل الشموع والقناديل للإنارة. أما بالنسبة لقنوات الصرف الصحي، فيعتبر حلما لهؤلاء السكان الذين ما زالوا يستعملون الطرق التقليدية المتمثلة في حفر الخنادق أمام منازلهم لصرف فضلاتهم. أما النقل بهذه المشتة المعزولة فيعتبر مشكلا آخر يضاف إلى بقية المشاكل المذكورة الذي زاد في حد المعاناة وأرهق كاهل السكان خاصة النقل المدرسي، حيث يقطع التلاميذ مسافات طويلة للوصول إلى الطريق الرئيسي وقد لجأ بسبب هذا المشكل العديد من الأولياء إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة نظرا لحجم المعاناة التي يكابدونها يوميا. المحتجون أكدوا لنا أنهم ملوا الوعود الكاذبة، إذ اشتكوا للمسؤولين المحليين في العديد من المرات لكن وعودهم بقيت جوفاء ولم تتجسد إلى غاية اليوم وهذا مادفع بهم إلى هذه الحركة الاحتجاجية. وقد تدخلت السلطات المحلية والأمنية لأجل السيطرة على الوضع واحتوائه ومحاولة تهدئة المواطنين، ليتم بعدها فتح الطريق بعد تدخل رئيس الدائرة الذي وعد المحتجين بنقل انشغالاتهم إلى الجهات الوصية.