التقينا العزوني في معرض «بون أوتو» للسيارات في ملعب 19ماي 1956 حيث تنقل إلى عنابة وألقى محاضرة حول أخطار حوادث المرور وفتح صاحب الحصة الشهيرة «الشرطي المخفي» قلبه لآخر ساعة وتحدث عن العديد من التفاصيل التي تخص حوادث المرور وفي تعليقه عن القوانين الجديدة والتي لم تكن فعالة ولم تنقص من عدد ضحايا حوادث المرور قال:»بداية لا يجب على السائق أن يخاف من الشرطي وأن يطبق القانون إلا عندما يراه أمامه ويجب أن يكون واعي وأن يطبقه آليا،أما عن القوانين الجديدة والردعية فلن تنقص من حدة المرور وتنجح في البداية فقط في تخفيضها لأنه يتداول بين الناس أنه توجد عقوبات ومخالفات جديدة لذلك يتوخون الحذر وينقص عدد الحوادث لكن هذا يدوم لمدة سنة فقط،ففي سنة 2005 عندما صدرت قوانين المرور الجديدة انخفضت الحوادث سنة 2006 ثم ارتفعت بعدها ونفس الشيء حدث سنة 2010 حيث انخفضت الحوادث ثم ارتفعت مرة أخرى.» «مدارس تعليم السياقة تكون السائقين ولا تربيهم» من جهة أخرى وفيما يخص دور مدارس تعليم السياقة في تخفيض عدد الحوادث والتي وجهت لها أصابع الاتهام واعتبرها العديد من الخبراء أنها من بين أبرز المتسببين في الحوادث لأنها تمنح رخص السياقة لأشخاص لا يستحقونها ولا تلعب دورها كما ينبغي فعلق العزوني قائلا:»لا أملك مدرسة تعليم سياقة ولا علاقة لي بهم ولن أقوم بالدفاع عنهم لكن أؤكد لكم أنهم لا يتحملون مسؤولية الحوادث لان مدارس تعليم السياقة تعلم السائقين وتكونهم ولا تربيهم فالشخص غير المؤدب في الشارع يبقى غير مؤدب وغير متخلق حتى عندما يقود السيارة.» «قلة النوم سبب حوادث المرور في الصيف وفي شهر رمضان» واعتبر العزوني أنه في الفترة الحالية وفي الصيف من بين أكبر العوامل التي تتسبب في الحوادث هي النعاس وقال:» في الصيف وفي شهر رمضان الكريم والذي هو على الأبواب الناس يسهرون إلى غاية ساعات متأخرة من الليل ثم يستيقظون ويمضون يوما كاملا في العمل ثم يريدون بعدها القيادة..هذا اعتبره غير منطقي لأنهم يكونون مرهقين وهو ما يتسبب في حدوث حوادث مرور.» «أقول للقراء لا تخافوا من الشرطي ومن المخالفات « وفضل العزوني أن يقدم نصيحة لقراء جريدة آخر ساعة فقال:»أطلب من القراء أن لا يخافوا من الشرطي وأن لا يخافوا من المخالفة التي سيدفعون ثمنها بل يجب أن يخافوا على حياتهم وسلامة عائلاتهم الذين يركبون معهم في السيارة لان أي شخص يقود السيارة فانه يركب معه أعز الأشخاص الذين يملكهم.» «لم يسبق لي وأن ارتكبت مخالفة لأني أخاف من العزوني» وفي نهاية حوارنا مع العزوني سألناه إن كان قد سبق وأن ارتكب مخالفة في حياته فقال بعد أن ضحك مطولا :»نلت رخصة السياقة سنة 1955 والسيارات في ذلك الوقت لم تكن تملك محركات قوية وتسير بسرعة 60 كم/سا كما أن الفضل يعود للدولة الجزائرية التي أرسلتني إلى ألمانيا والتي تكونت فيها في هذا المجال وتعلمت كثيرا من انضباط الألمان في السياقة،فقلما تجد شخصا يرتكب مخالفة وحتى عندما يقوم بها يعترف بذلك ويقدم للشرطي مباشرة وثائق سيارته لكي يغرمه ماليا،أما هنا فالسائق يحاول أن يستعطف الشرطي ويؤكد له انه اضطر لكي يسرع لأنه متوجه للمستشفى أو زوجته مريضة...»