تحولت الأزمة التي يشهدها مركب الحديد والصلب أرسيلور ميتال بعنابة، من صراع نقابي، الى ممارسات تخرق قانون العمل الجزائري، بعد ان تعسفت الادارة العامة التي يقودها أجانب فرنسيون بطرد عمال اخرين من المصنع، الذي شهد يوم أمس حملة احتجاجية غير مسبوقة، أقدم فيها العمال على محاولات انتحار حاملين أعلام الوطن، منددين ب»حقرة» من أسماهم الفرنسيين الحاكمين قبضتهم على تسيير شؤون عملاق الحديد.وفي حدود الساعة السابعة صباحا، اعتصم العشرات من العمال الغاضبون من قرار الوصاية التي فصلت أسماء موظفين آخرين وطردت اكثر من 40 عاملا، زيادة على ال18 الذين دخلوا في اضراب عن الطعام منذ أسبوع، هؤلاء المحتجون نددوا بتصرفات الادارة التي اعتبروها غير مسؤولة، باعتبار قرارها خرقا واضحا للقانون الجزائري المعمول به، حيث تعسف مدير الموارد البشرية الفرنسي الأصل فريديريك بايل الذي تلقى مساندة المدير العام جو كازادي، في طرد عمال أغلبهم اطارات ومهندسين، بحجة أنهم زرعوا الفوضى ويحرضون على الاضراب داخل المركب، لكن هذا الاجراء كان بمثابة صب الزيت على النار، ونشب منه نوعا اخر من الاحتجاجات التي تحولت من سلمية بإضراب عن الطعام الى احتجاجات بغلق مداخل المركب بحرق عجلات مطاطية، ما أدى الى نشوب مشادات مع مصالح الدرك الوطني، بعد استدعائها من طرف الادارة العامة التي طالبت بتدخل القوة العمومية.وأكد المتحدث باسم العمال المفصولين «كمال لنشي»، أن الادارة رفضت اقتراح ممثل عن مفتشية العمل، الذي اجتمع معهم يوم أمس، حيث لم يتمكنوا من اعادة ادراج كل العمال المفصولين، وبقي زملاء الفرنسي متمسكين بموقفهم حيث فضلوا انتظار قرار المحكمة بالحجار التي تعالج القضية، فيما تم اعادة ادراج 23 عاملا لمناصب عملهم.رغم ذلك تأزمت الأوضاع باعتبار أن العمال داخل المركب باتوا ينددون بسياسة «تمييز عنصري»، متهمين المسؤولين الفرنسيين، الذين حسبهم يطبقون سياسة تهدف الى تقليص عدد العمال داخل المؤسسة، كما اعتبر العمال حسب الناطق الرسمي، أن هذا التصرف غير لائق أياما قليلة قبل الاحتفالات الرسمية بخمسينية الاستقلال، وكان اكبر دليل لتذمر العمال هو إقدام احد المفصولين على تسلق المدخل الرئيسي بالمركب، حاملا في يديه قارورة بنزين ومرتدي علم الجزائر، ويصرخ قائلا أن «الفرنسيين لا يزالون يحتلوننا بأرسيلور ميتال». ويحدث كل ذلك في مركب الحديد والصلب، في الوقت الذي مازالت فيه المركزية النقابية تلتزم الصمت، وأكدت مصادر «اخر ساعة» أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سيدي السعيد استقبل أمس ممثلا عن العمال، لعرض ما يحدث في كواليس أفران المركب، لكن تحرك الوصاية النقابية ساكنا لمساندة العمال المفصولين.