كشفت مصادر عليمة ل»السلام» أمس، أنّ جلسة كان مقررا عقدها بين محمد الغازي والي عنابة والمدير العام لمركب أرسيلور ميتال للحديد والصلب، لكن كل الآمال التي علقت عليها نسفت بسبب تأخر عودة «جو كازادي» الفرانكو-أمريكي من العاصمة الفرنسية باريس، في سياق جولة أوروبية قادته إلى لوكسمبورغ نهاية الأسبوع المنقضي. وكان العمال المفصولون من وظائفهم الذين ارتفع عددهم إلى 43 شخصا، يعولون على لقاء مسؤول الجهاز التنفيذي المحلي بغية إقناع جو كازادي بإعادة إدماجهم في مواقعهم، بعدما دخلت الإدارة المحلية على الخط لطي النزاع القائم بسبب مخلفات الصراع على نقابة المؤسسة بين جماعتي عيسى منادي وغريمه إسماعيل قوادرية. وأفادت مصادر أنّ البوابة الرئيسة لمركب الحجار شهدت أمس انتفاضة شنها غاضبون على قرارات «فريديرك بايل» مسؤول الموارد البشرية الفرنسي، هذا الأخير صعّد من لهجته بفصل نحو 43 عاملا من وظائفهم بعدما وجه لهم تهمة إثارة أحداث الشغب وزعزعة استقرار المجمع والإخلال بالنظام الداخلي للمؤسسة. هذه القرارات التي أشعلت مرة أخرى الغضب العمالي، حيث اعتصم المسرحون زوال أمس ونددوا بقرارات فريديرك بايل أمام البوابة الرئيسة لعملاق الحديد والصلب، رافعين لافتات كتبت عليها شعارات منددة ب»الحقرة والتهميش و الإقصاء»، وهدد الغاضبون بشن إضراب عام عن الطعام ما لم تتدخل الجهات العمومية لإجبار إدارة جو كازادي على الانصياع لإرادة الطبقة الشغيلة والخضوع لقوانين الجمهورية. اللافت في الأمر أنّ النائب السابق عيسى منادي لم يوقع حضوره في «انتفاضة الاثنين» بعد إخضاعه قبل أيام إلى تحقيق جهة أمنية مختصة، تكون قد أمرته بالانصياع لقرارات العدالة التي أصدرت حينها حكما استعجاليا، يلزم تيار المحتجين على إخلاء المواقع والساحات العامة داخل مركب أرسيلور ميتال. وبدا واضحا أيضا أن جماعة إسماعيل قوادرية النائب الحالي فضلوا الانسحاب من المواجهات مع المناوئين، بعدما ربحوا معركة قضائية وأخرى إدارية وثالثة سياسية اتضحت معالمها مع حكم محكمة الحجار الاستعجالي وقرارات مصالح جو كازادي في حق الخصوم، وكذا دعم الأمين العام السابق لنقابة المؤسسة للمحسوبين عليه، من داخل قبة البرلمان.