اهتزت مدينة الميلية الواقعة على بعد (60) كلم الى الشرق من عاصمة ولاية جيجل مساء أمس الأول على وقع اختفاء الطفل «ج. عمار» البالغ من العمر (11) سنة والذي توارى عن الأنظار عند منتصف نهار الثلاثاء بعدما توجه السوق الأسبوعي لمدينة الميلية من أجل بيع فطائر « البوراك» والتي يستغل عائداتها المالية في مساعدة عائلته المتواضعة . وحسب والد الطفل المختفي فان هذا الأخير توجه صباحا كعادته الى السوق الأسبوعي لمدينة الميلية حاملا سلة من فطائر «البوراك» التي اعتاد بيعها كل صباح بشوارع مدينة الميلية بيد أن عمار سرعان مااختفى عن الأنظار حيث انتظرت والدته عودته الى مسكنه العائلي الكائن بحي البناء التطوري والمحاذي لمصنع الخزف عند منتصف النهار دون أن يتحقق ذلك خاصة وأن عمار اعتاد اللحاق بالبيت قبل حلول منتصف النهار وهو مازاد من قلق أفراد أسرته الذين ظنوا في البداية بأن تأخر فلذة كبدهم ناجم عن عدم تمكنه من بيع مابحوزته من الفطائر قبل أن تتضاعف شكوكهم بشأن مصيره مع مضي ساعات النهار واقتراب موعد الإفطار دون ظهور أي جديد عن عمار مما يفسر شروع والده وكذا بعض أفراد العائلة في البحث عنه عبر شوارع الميلية وكذا لدى معارف العائلة وحتى بمستشفى المدينة بعدما راودتهم شكوكا حول امكانية تعرضه لعارض صحي مفاجئ . ولم تثمر محاولات البحث التي قامت بها عائلة التلميذ عمار الذي اجتاز مؤخرا فقط وبنجاح شهادة نهاية التعليم الإبتدائي مما دفع بهؤلاء الى اخبار مصالح الأمن التي شنت بدورها رحلة بحث عن المعني الذي لم يترك بحسب والده أي أثر يدل على وجهته عدى سلة الفطائر التي اعتاد حملها معه كل صباح والتي وجدت مرمية بالمكان الذي اعتاد أن يعرض سلعته به مما ضاعف من الشكوك حول امكانية تعرض الطفل المذكور لعملية اختطاف من قبل أشخاص مجهولين خاصة وأن فرضية هروبه من البيت تبقى جد مستبعدة بحسب عائلته بحكم أن عمار كان يعيش حياة عادية وسط اخوته الأربعة ولايعاني من أية مشاكل مع والده ووالدته بدليل اجتيازه لشهادة التعليم الإبتدائي بنجاح وتفوق . هذا وقد استمرت الى غاية زوال أمس الأربعاء محاولات البحث عن الطفل عمار بمختلف مدن عاصمة الكورنيش جيجل وخاصة القريبة منها وذلك وسط حيرة عائلته خاصة والداه اللذان بدا عليهما التعب والإرهاق جراء فقدان أي معلومة قد تقودهما الى الموقع الذي يتواجد به ابنهما ، كما أن الشائعات التي رافقت اختفاء الطفل المذكور زادت من المعاناة النفسية لأسرته وخصوصا في ظل حديث البعض عن احتمال أن يكون عمار قد أختطف من قبل عصابة مختصة في المتاجرة بكلى الأطفال وهي الشائعات التي أخذتها المصالح الأمنية على محمل الجد خاصة وأن مدينة الميلية كانت قد شهدت قبل أقل من شهر حادثة اختطاف لرجل أعمال ينحدر من مدينة قسنطينة علما وأن عائلة الطفل «عمار» كانت قد تحصلت في حدود الساعة الواحدة من زوال أمس على معلومات تفيد بتواجد ابنهم بمدينةالعنصر المجاورة بيد أن هذه المعلومة سرعان ماتأكد بأنها عارية تماما من الصحة بعد تنقل أحد مبعوثي العائلة الى هناك وتأكده بأن الطفل الذي لوحظ وهو يبكي بأحد شوارع هذه المدينة لاعلاقة له بالطفل المختفي .