هل سيكون حزب عمر غول ، المنشق عن حركة مجتمع السلم بديلا في الحياة السياسية؟ هو سؤال يطرحه كل من حضر ندوة الإطارات التي عقدها نهاية الأسبوع، وهي الندوة التي احتضنت موزاييك سياسين جمع المنشقين من الأحزاب الأخرى. يحاول عمر غول لفت الإنتباه لكونه «رجل دولة» أكثر مما هو «رجل سياسة» حتى وإن أسس حزبا سياسيا إسمه «تاج»، ويجمع كل من حضر ندوة الإطارات التي عقدت بفندق الشيراتون، أن المعني، يرغب في ركوب صهوة ماضيه من اجل أن يكون رجلا رسميا بامتياز بعد أن عمر لسنوات في وزارة الأشغال العمومية، وعلاوة عن ذلك هناك من يرى ان المنشق عن حركة «حمس» يريد ان يستنسخ حزبه من حزب الارندي» وقد ظهر ذلك جليا في نمط الخطاب الذي ألقاه في قاعة الشيراتون والذي إستلهم فيه الكثير من خطب الرئيس بوتفليقة وهو الذي قال سابقا «إنني رجل دولة». ويرى عمر غول رئيس هيئة المؤسسين لحزب» تاج» أن» تجمع أمل الجزائر «يسعى إلى « بناء اقتصاد وطني قوي تنافسي منتج للشغل والثروة وضامن للعدالة الاجتماعية « كما أنه يهدف إلى «تهيئة الإقليم وتطويره عبر كل مناطق الوطن بإنصاف وعدل والعمل وفق سلم القيم الإنسانية.« ويمدح غول، الرئيس بوتفليقة في الكثير من مفاصل خطابه، خاصة عندما قال قولته الشهيرة « تحية خاصة خالصة للرئيس بوتفليقة»، وهي بمثابة رسالة، أراد من خلالها أن يقول أنه وحزبه مع الرئيس، قلبا وقالبا، نفس الإشارة حملت إيحاء للغريم «حمس» أنه على عهد الموالاة الصريحة بعد أن منع من مواصلة مشواره الرسمي، إثر إعلان حمس عدم مشاركتها في الحكومة، أنه على عهد بوتفليقة باق حتى وإن كلفه الأمر تطليق حركة الراحل نحناح، بيد أنه أكد لاحقا يقول « ليس لنا في الجزائر عداء أو خصومة مع اي كان أو أي طرف ونعتبر كل من في الجزائر شريك لنا نمد له يدنا لبناء المستقبل» وقد ألبس عمر غول «تاجه» الرئيس بوتفليقة في خطاب، بقدر ما كان واضحا في تقديم توجهات التشكيل السياسي «الهجين بين الإسلامي والديمقراطي»، بقدر وضوح، أشياء كانت مخفية في صراع «غول _ سلطاني، في حركة مجتمع السلم، لم تلد فقط، وليدة نتائج الانتخابات التشريعية السابقة ، ولكنها قديمة قدم خطاب «الإزدواجية» الذي ظهر أن غول سئم منه وأراده صريحا « مع بوتفليقة قلبا وقالبا». وقد امتطى عمر غول ميزانا بكفتين، واحدة بعنوان ‘'رجل دولة'' وأخرى ‘'المناضل''، فغلبت كفة رجل الدولة، أو هذا ما اختاره النائب غول لنفسه، وبصم عليه بموقف شذ فيه عن الجماعة (نواب الخضراء) برفضه مجاراتهم بالانسحاب من أول جلسة في العهدة السابعة للمجلس الشعبي الوطني. فجأة تبين لغول أن ‘'حمس'' لا توفر له مزيدا من المجد، على الأقل في الوقت العصيب الذي تمر به حاليا، وأكثر من ذلك، ينتظر منها رد جميل تمكينها من 13 مقعدا في العاصمة وحدها، بعدما ‘'تبنى'' هذا النجاح، أو على الأقل ‘'إخلاء سبيله'' وتركه حرا في اختياره منقلبه المفضل. ولم يخف نائب العاصمة، الوزير السابق للأشغال العمومية، ميوله لما سيمي تكرارا ب» الاستمراية» التي أرادها الرئيس بوتفليقة شعارا له حملته الانتخابية لرئاسيات 2009، ليقول « كل مسؤول قدم شيئا للجزائر، فإنه قدم إضافة وما علينا سوى تثمينه وليس الشماتة فيه».