ألقى عمار غول رئيس هيئة المؤسسين لحزب ''تجمع أمل الجزائر''، خطابا في الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر التأسيسي، بدا مستلهما فيه أنماط خطب الرئيس بوتفليقة شكلا ومضمونا، في قاعة طغى عليها موزاييك بشري متنوع. خطب غول في إطارات حزبه قيد التأسيس ''تاج'' بقاعة فندق ''الشيراتون'' أمس، مرتديا هندام مسؤول رسمي تارة، وهو الوزير السابق، ومسؤول حزبي تارة أخرى، وهو القيادي السابق في ''حمس''، فخاطب حضورا بدا متنوعا، مزيجا بين إسلاميين وديمقراطيين ووطنيين، بينهم غير المعروف، وآخرون معروفون، يتشكلون من منشقي أحزاب أخرى قديمة، وأيضا من الأحزاب الجديدة، الذين شوهدوا في مؤتمراتها التأسيسية، تباعا بمجرد ما حازوا على اعتماد وزارة الداخلية. واسترسل غول في خطاب نهل فيه الكثير من مأثورات الأقوال العربية والحكم، تماما كما يفعل الرئيس بوتفليقة، بل إن الوزير السابق للأشغال العمومية، لم يمرر أكثر من خمس دقائق، ليقول ''تحية خاصة خالصة للرئيس بوتفليقة''، في رسالة فهمها الحضور كل حسب فهمه، لكن شبه إجماع حصل يفيد بأن الرجل يريد أن يقول إنه وحزبه على خط الرئيس، وساد فهم أيضا أن غول أراد أن يقول لحركته السابقة ''حمس'' التي منعته من مواصلة مشواره الرسمي، غداة إعلانها عدم مشاركتها في الحكومة، أنه على عهد بوتفليقة باق حتى وإن كلفه الأمر تطليق حركة الراحل نحناح. وأرسل نائب العاصمة إشارات أيضا إلى قيادة ''حمس''، لكنه عممها على جميع الأطياف السياسية، بتأكيده ''ليس لنا في الجزائر عداء أو خصومة مع أي كان أو أي طرف، ونعتبر كل من في الجزائر شريكا لنا نمد له يدنا لبناء المستقبل''، وهي عبارة كما عبارات أخرى رددها ثلاث مرات، تماما كما عهد عن بوتفليقة في خطبه. وخاطب غول الشباب قائلا ''أنتم الثروة الحقيقية ما بعد البترول''، لكن هذه العبارة استوقفت بعض الشباب الذي تساءل إن كان يصبر إلى أن ينضب البترول حتى يحكم، بيد أن منسق ''تاج'' استدرك الأمر وقال ''أنتم الحاضر، أنتم الحاضر، أنتم الحاضر''، وأضاف ''لا تجعلوا الجزائر بين يدي غادر أو مغامر أو مقامر''. ورافع لفائدة المصالحة الوطنية وفضل الرئيس فيها، وزاد لها قوله ''هذا المسار يجب أن يورث للأجيال حتى لا نعود إلى العنف والدمار''. وقال غول على هامش الندوة إن تشكيلته ستشارك في المحليات، وأن أعضاء من مجلس الأمة ونواب يلتحقون تباعا ب''تاج''. أما بخصوص مشاركته في الحكومة من عدمها فقال ''أنا في خدمة بلدي''. وبدت الندوة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي وكأنها المؤتمر نفسه، قياسا بالإمكانات الضخمة المسخرة للتنظيم، فجند أعوان تنظيم بالعشرات من الشبان والشابات المتحجبات وغير المتحجبات، يرتدون أقمصة مكتوب عليها ''تاج''، تجلت مظاهر الإنفاق المالي بقوة، لحزب يخيل أنه يتواجد في الساحة منذ سنوات. وقال محمد جمعة عضو الهيئة التأسيسية بأن من بين المنضمين إلى الحزب ''يوجد مناضلون سابقا ينحدرون من حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم وحركة الإصلاح وحركة النهضة وجبهة التغيير والجبهة الوطنية الجزائرية إلى جانب منتخبين محليين ونواب أحرار ''. وشوهد من بين الحضور، القيادي سابقا في ''حمس'' محمد جمعة، وأحد مؤسسي ''حمس'' الحاج حمو مغارية، ونواب الحركة عبد الحليم عبد الوهاب ونعيمة ماجر، والنائب سابقا بن مدخن، كما شوهد نائب الأفانا المعارض لموسى تواتي، عياش خنشالي، وقيادات سابقا وحاليا في الكشافة الإسلامية منهم، كريم خيار وجمال بن خباز ويوسف سرير، كما حضر في المنصة حبيب يوسفي عن كونفدرالية أرباب العمل، وعائشة باركي رئيسة جمعية اقرأ، وعبد المجيد سيليني نقيب محاميي العاصمة، وعدة فلاحي مستشار وزير الشؤون الدينية، وعضو ''الإصلاح'' سابقا.