أعلن عمار غول، رئيس تجمّع أمل الجزائر (تاج)، مشاركته في الانتخابات المحلية المقررة في 29 نوفمبر المقبل، وأضاف غول في أول ندوة لإطارات حزبه، أمس بفندق "الشيراطون" بالعاصمة، أن مشاركته في الحكومة لن يرفضها إذا طُلب منه ذلك. استنسخ عمر غول، رئيس هيئة المؤسسين لحزب" تجمع أمل الجزائر" والمنشق عن حركة مجتمع السلم، مأثورات أقوال الرئيس بوتفليقة، في خطاب غلبت عليه النزعة الرسمية، بدا فيها المنشق عن "حمس" متعمدا إياها، لما استرسل في مدح الرئيس بوتفليقة. ألبس عمر غول "تاجه" الرئيس بوتفليقة في خطاب، بقدر ما كان واضحا في تقديمه توجهات التشكيل السياسي "الهجين بين الإسلامي والديمقراطي"، بقدر وضوح أشياء كانت مخفية في صراع "غول - سلطاني، في حركة مجتمع السلم، لم تكن فقط، وليدة نتائج الانتخابات التشريعية السابقة، ولكنها قديمة قدم خطاب "الازدواجية" الذي ظهر أن غول سئم منه وأراده صريحا "مع بوتفليقة قلبا وقالبا". ولم يخف نائب العاصمة، الوزير السابق للأشغال العمومية، خلال الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر التأسيسي، التي عقدها أمس بفندق "الشيراطون "أكبر فندق في العاصمة، ميوله لما يسمى تكرارا ب"الإستمراية" التي أرادها الرئيس بوتفليقة شعارا له حملته الانتخابية لرئاسيات 2009، فقال أمام العشرات ممن حضر الندوة، "كل مسؤول قدم شيئا للجزائر، فإنه قدم إضافة وما علينا سوى تثمينه وليس الشماتة فيه"، مستلهما أنماط خطب الرئيس بوتفليقة، شكلا ومضمونا، في قاعة طغى عليها موزاييك بشري متنوع، درج على تلقي عبارات من خطاب غول "مثنى وثلاث" على شاكلة "أيها الشباب أنت الحاضر والمستقبل" وأعادها ثلاث مرات كما عهد الجزائريون عن رئيسهم. وأوضح غول أن "تاج" يسعى إلى "بناء اقتصاد وطني قوي تنافسي منتج للشغل والثروة وضامن للعدالة الاجتماعية" يهدف إلى "تهيئة الإقليم وتطويره عبر مناطق الوطن بإنصاف وعدل والعمل وفق سلم القيم الإنسانية" متابعا "إننا نمدّ يدنا للجميع بغير استثناء والجزائر تسع للجميع فلا تخافوا عليها في سعتها". وشدد غول على "ضرورة نسيان الفوراق" خاصة الإيديولوجيات التي ماتت مع سقوط جدار برلين، ودعا الأطراف التي تدعي تلك الإيديولوجيات إلى تركها في رفوفها والسعي إلى التعاون لأن الجزائر "محتاجة لكل سواعد أبنائها". ومدح غول الرئيس بوتفليقة في الكثير من مفاصل خطابه، فقال في أولاها "تحية خاصة خالصة للرئيس بوتفليقة" بمثابة رسالة أراد من خلالها أن يقول أنه وحزبه مع الرئيس، قلبا وقالبا، نفس الإشارة حملت إيحاء للغريم "حمس" أنه على عهد الموالاة الصريحة، بعد أن منع من مواصلة مشواره الرسمي، إثر إعلان حمس عدم مشاركتها في الحكومة، أنه على عهد بوتفليقة باق حتى وإن كلفه الأمر تطليق حركة الراحل نحناح، بيد أنه قال لاحقا "ليس لنا في الجزائر عداء أو خصومة مع أي كان أو أي طرف ونعتبر كل من في الجزائر شريك لنا نمد له يدنا لبناء المستقبل". وحضر الندوة كل من، القيادي السابق في "حمس" محمد جمعة، والنائب السابق لابو جرة سلطاني، الحاج حمو مغارية، ونواب الحركة عبد الحليم عبد الوهاب ونعيمة ماجر، والنائب السابق بن مدخن، ولوحظ نائب الأفانا المعارض لموسى تواتي عياش خنشالي، وقيادات سابقة وحالية في الكشافة الإسلامية.