تشهد مدينة عنابة أزمة نقص الأماكن لدفن الموتى وذلك بعد أن امتلأت معظم المقابر الموجودة حاليا عن آخرها، إلى درجة أنه أصبح الحصول على قطعة أرض يوارى بها جثمان الميت مثل البحث عن مسكن، إذ يضطر ذوو الفقيد للدخول في العديد من الإجراءات الإدارية المعقدة للحصول على مكان للدفن، وذلك يرجع بالأساس إلى الاكتظاظ الموجود بمقابر المدينة. ونظرا للكثافة السكانية المرتفعة بمدينة عنابة أصبح الكثير من المواطنين يضطرون لدفن موتاهم في القبور القديمة، وحال المواطنين في ذلك يقول أن معاناتهم لا تنقطع بعد موتهم حيث أن مشاكل الضيق والسكن تستمر معهم حتى بعد موتهم في ظل أزمة نقص الأماكن المخصصة للدفن، خصوصا إذا علمنا أن مدينة عنابة بها خمس مقابر رئيسية وهي زعوان، سيدي عيسى، بوحديد، سيدي حرب وبوقنطاس، وهذه الأخيرة هي الوحيدة التي لا زالت بها أماكن للدفن، لكن نظرا للكثافة السكانية فإنها مرشحة للامتلاء هي الأخرى. كما أن مشكل نقص الأماكن في المقابر أصبح يشكل عائقا أمام أهل الميت، الذين يدخلون في مشكل آخر بالإضافة إلى مشكل مصيبة ميّتهم. وعن ذلك قال بعض المواطنين ل»آخر ساعة» إن الوضع أصبح لا يطاق بعد أن أصبحت البيروقراطية حتى في الدفن وقال أحدهم بصريح العبار «حتى القبور ولاّت بالمعريفة«، لافتين إلى أن أغنياء المدينة لا يواجهون هذه المشاكل في حال كان لديهم ميت. وللاستفسار عن هذه الوضعية اتصلت «آخر ساعة« برئيس بلدية عنابة الذي قال في تفسيره لهذه الوضعية إن سبب عدم وجود مشكل في دفن يعود بالأساس إلى اكتظاظ جل مقابر المدينة، كما أن المواطنين كانوا يرفضون دفن موتاهم في المقبرة الجديدة «بوقنطاس» وذلك بسبب غياب التهيئة بها كما أن الطريق المؤدية لها في حالة كارثية، ولحل هذا المشكل نهائيا كشف رئيس البلدية أنه تم صرف سبعة ملايير سنتيم لتهيئة الطريق المؤدية إلى المقبرة مع وضع الإنارة العمومية، بالإضافة إلى 700 مليون سنتيم لتهيئة المقبرة ووضع قنوات الصرف، كما أشار إلى أنه تم رصد ميزانية لإنجاز موقف سيارات وتهيئة المصلى لاستقبال الميت، لافتا إلى أن هذه الإجراءات من شأنها القضاء نهائيا على مشكل الدفن بالمدينة. كما كشف رئيس بلدية عنابة عن الغلق النهائي لجميع مقابر المدينة المكتظة خصوصا مقبرتي «بوحديد» و»سيدي حرب»، واللتان لن يتم الدفن فيهما مجددا إلا في حال الدفن في قبر تجاوزت مدة المدفون فيه خمس سنوات، شرط أن يكون القبر من نفس العائلة.