بعد قرار الغلق الذي مس عددا من المقابر الرئيسية لولاية عنابة ثماني سنوات أصبح البحث عن مكان لدفن الميت يشكل لأهله مهمة عويصة حيث لم يعد بوسع سكان المدينة إيجاد مأوى لموتاهم خاصة بعد غلق كل مقبرة من بوحديد، زغوان وسيدي حرب بمقتضى قرار الغلق رقم (56) و الذي جاء على إثر الاكتظاظ الذي عرفته هذه المقابر الأخيرة سيما انه أصبح من المستحيل إيجاد مساحة شاغرة للدفن مما اضطرهم واللجوء إلى الاستعانة بقبر أحد الأقارب وفي هذا الصدد أكد حارس إحدى المقابر باعتباره الشاهد اليومي على مختلف عمليات الدفن أن الإجراءات الخاصة باستغلال قبر احد الموتى لدفن قريبه تستلزم مجموعة من الخطوات القانونية للتأكد من صلة الرحم لأجل الاستفادة من المكان المخصص وحين تتأكد يضطر أهل الميت إلى تغيير طريقة الدفن حيث ينبش القبر القديم و تجمع الرفات في كيس يوضع عند قدمي الميت الذي تم دفنه. هذا ما اضطر السلطات لتخصيص مقبرة أخرى وهي مقبرة بوقنطاس مع العلم أنها خصصت لهذا الغرض منذ أزيد من 15 سنة إذ استغلت منها ثلاثة أرباع من مساحتها الكلية و لم يبق إلا جزءا ضئيلا منها، ما ينذر بعودة مشكل البحث عن مكان شاغر للميتين. في ظل غياب مساحات أخرى للدفن ما يجعل أهل الميت بين الأمرين إذ يصعب عليهم تحمل أسى الفراق من جهة و التكفل بمراسيم الجنازة من جهة ورحلة البحث عن مأوى للميت وإبداعه بسلام من جهة أخرى لان العثور على مساحة شاغرة للدفن أصبح اليوم يشكل صعوبة خاصة مع دخول أهل الميت في سباق ماراطوني مع الزمن لدفنه في اقرب وقت و بالتالي وجب على السلطات المعنية التدخل في أقرب وقت لمعالجة هذا الوضع الذي يكاد أن تبرز معالمه و تتفاقم أوضاعه مع انتهاء المساحة المتبقية بمقبرة بوقنطاس التي تستقبل يوميا عددا من الموتى و تنبئ بضرورة انتهاج مخطط مستقبلي لاحتواء المشكلة لأن مقولة أرض الله واسعة لم تعد تنطبق على مواطني عنابة الذين تلاحقه مشاكل في العثور على مكان للراحة حتى بعد مماتهم. ن. فيروز