عائلات في نزاع قضائي مع البلدية بتهمة الإهمال والاعتداء على حرمة الموتى بزنسة ملتوية بمقابر عنابة وأضرحة لل "في اي بي " ب 50 ألف دج وضعية كارثية تعجز الألسن حتى عن ذكرها والأقلام عن وصفها، تعيشها مقابر مدينة عنابة ، منذ سنوات، فالمفترض أن تكون هذه المقابر عنوانا للاستقرار الأبدي للموتى إلا أن البيروقراطية الملتوية و التسيير العشوائي أديا إلى انتهاك هذا المكان المقدس والمحترم حيث لا تزال العشرات من العائلات تواجه مصالح البلدية في نزاعات قضائية متهمة الإدارة المحلية بالإهمال و الاعتداء على حرمة قبور ذويهم كما أن مقبرة زغوان لا تزال المكان المخصص لدفن أموات العائلات الراقية و الذين يتلقون ترخيص لا يمضيه سوى رئيس البلدية شخصيا مما جعل هذه المقبرة مخصصة لأضرحة الأغنياء و لل"VIP" و التي وصل سعرها إلى 50 ألف دج. و قد علمت "آخر ساعة" أن أكثر من 40 قضية طرحت أمام القضاء بعد أن أقدمت العشرات من العائلات بعنابة على رفع دعاوي قضائية ضد مصالح البلدية منذ سنوات و لا يزال النزاع قائما و قبور موتاهم مختفية جراء سوء التسيير و إتلاف الأضرحة و استعمالها لدفن أموات بعد تقديم رخص دون مراقبة المكان، علما أن مقابر بلدية عنابة و هي زغوان سيدي حرب بوقنطاس و سيدي عيسى تعرف اكتظاظا كبيرا و تقلصا في المساحات المخصصة للدفن مما أتاح فرصة لبعض الجهات المسؤولة بأن تمارس تجارة ملتوية و بيع القبور حتى أن مسؤولين أدينوا بالسجن النافذ بتهمة المتاجرة بالمقابر و الاختلاس و سوء التسيير . ضريح العلامة الإمام "بن شهاب" مختفي منذ 8 سنوات و كدليل للإهمال الذي تشهده مقابر عنابة اختفاء قبر العلامة الإمام "بن شهاب" ابن مدينة عنابة من مقبرة زغوان حيث فوجئت عائلة الفقيد أحد الأيام بعدم وجود ضريح فقيدهم الذي يعتبر من أحد أعلام المدينة و المتوفي عام 1962 و حل محله ميت جديد و يتعلق الأمر بسيدة توفيت بتونس و نقلت لتدفن بعنابة مسقط رأسها و عن الفقيد فقد كان معلما للقرآن الكريم بولاية ميلة ثم عين قاضي بأم البواقي و تتلمذ على يده العديد من شيوخ جمعية العلماء المسلمين أبرزهم العلامة مبارك الميلي و الشيخ النمر أحد أعظم و أشهر أئمة مسجد "أبو مروان" . و قد أكد أفراد عائلة الفقيد ل "آخر ساعة" أنهم سيذهبون بعيدا من أجل استرجاع حقهم خصوصا بعد أن فتحت مصالح البلدية تحقيقا حول اختفاء ضريح فقيد عنابة و اتجاههم إلى مصالح العدالة التي ستكون الفيصل . بزنسة بالمقابر و مسؤولون يواجهون العدالة و السجن لقد اختفت قبور موتى هاته العائلات نتيجة سوء التسيير و انعدام روح المسؤولية لدى المسؤولين المحليين الذين يمارسون البزنسة و يبيعون الأضرحة بالأموال غير مبالين بالانتهاك الكبير الذي يمارسونه.في هذا الصدد اكدت مصادرنا أن سعر القبر بمقابر عنابة تعدى عتبة ال 50 ألف دج حتى أن مدير المقابر بعنابة سبق و أدانته المحكمة ب 8 سنوات سجنا نافذا بتهمة المتاجرة بالقبور والاختلاس و سوء التسيير والأمر لا يتوقف عند المتاجرة الملتوية ، حيث أن الحيوانات الضالة و الأبقار والأغنام أصبحت ترعى بالمقابر ، كما أنه دائما ما تجد ثنائي من الشباب يتجولون في مواعيد غرامية بين الأموات ولا أحد يستطيع أن يتكلم في ظل تسيب المسؤولين و غياب رقابة ردعية. لتبقى حالة الأموات على ما هي عليه، عبر مقابر ولاية عنابة، التي لا تختلف على نظيرتها في ربوع التراب الوطني، ومادامت الأسوار التي تحيط بها منهارة أمام من لا قلوب لهم لتخريب القبور وفي ظل غياب الرقابة على الممارسات الملتوية في التجارة بأضرحة الموتى تبقى حرمة الموتى منتهكة ب50الف دج. طالب فيصل