كشفت الأمطار المتساقطة مؤخرا على سكيكدة،التي تسببت في غلق الطرقات وتجمع المياه واقتحامها للمساكن ،أن الحديث عن إجراءات لحماية قلب المدينة من الفيضانات مجرد كلام مناسباتي وترويج لإشاعات تهدف لإلهاء الرأي العام.أما صفقة المديرية الولائية للري الموقعة مع الديوان الوطني للتطهير من اجل تنقية القنوات المكونة للشبكة العمومية للتطهير بمدينة سكيكدة، فان المواطن لم يرى تجسيدا واقعيا لهذا الأمر الذي طال الحديث عنه.وقد اتخذت التحذيرات المرتبطة بكون سكيكدة معرضة لخطر الفيضانات،صفة الجدية منذ سنة 1984،لكن سيطرة مياه الأمطار على قلب المدينة لاسيما حيي مرج الذيب وصالح بولكروة”،وعزل مدينة سكيكدة عن العالم الخارجي بحصول فيضانات بمداخلها ومخارجها لم تحرك السلطات إلا مؤخرا،حيث كلف مكتب دراسات فرنسي بدراسة حالة سكيكدة تمهيدا لوضع مخططات قصد حمايتها من الفيضانات الناجمة عموما عن وفرة التهاطل المطري ومجاري الوديان، إلا أن الدراسة لم تر النور مند اكثرمن سنتين وسط مطالبات بضرورة تخصيص غلاف مالي وخطط فعالة لمجابهة الكارثة المحتملة .وسبق لأحد نواب سكيكدة بالبرلمان السابق أن قدم سؤالا شفويا لوزير الموارد المائية”عبد المالك سلال”شهر جوان قبل الماضي، تعرض للإجراءات المتخذة من اجل حماية ولاية سكيكدة من خطر الفيضانات.وحصلت الجريدة على رد الوزير الذي ذكر بان مكتب الدراسات الأجنبي المكلف بتشخيص وإعداد مخطط توجيهي للتطهير بالمدينة سيسلم الدراسة شهر نوفمبر-أي أن الدراسة سلمت للسلطات المعنية-،ذكر كذلك انطلاق مشروع لإنجاز محطة رفع للمياه على مستوى حيي” 500مسكن و700مسكن” لتحويل المياه المستعملة نحو محطة التطهير بسكيكدة وضخ مياه الامطارنحو”واد الزرامنة”مع إعادة تأهيل محطة رفع المياه بكل من “مرج الذيب”و”صالح بولكروة”.ولتفادي تدفق مياه واد الصفصاف والزرامنة تقرر بناء سدين،الأول سد رمضان جمال أعلى سد زردازة ممول من طرف وادي “خماخم”و”بوحاجب”،الدراسة شارفت على الانتهاء من قبل مكتب دراسات فرنسي،سعته 700مليون متر مكعب، مقترح للانجاز سنة2013 ضمن المخطط الخماسي2010-2014، وسد بوشطاطة شارف مكتب الدراسات البرتغالي على إنهاء دراسته ومن المتوقع أن تصل سعته إلى خمسة مليون متر مكعب.وذكرت معلومات أن قناة مياه الأمطار المحاذية للطريق الوطني رقم 44 والتي كلفت120مليون دينار جزائري انتهت الأشغال بها،كذلك الحال بالنسبة لمشروع إعادة تأهيل ضفاف واد فندق المتضررة من الفيضانات بتكلفة وصلت الى97 مليون دينار جزائري.وقد برمجت مشاريع وصل عددها الى17 مشروعا لحماية عدة بلديات وتجمعات سكنية بالولاية من الفيضانات بغلاف مالي قدرب 11مليار دينار جزائري،سيمس كل من فلفة،بومعيزة،القل،بني ولبان،بكوش لخضر ،كركرة،رمضان جمال وصالح بوالشعور.كل هذه الإجراءات إلا أن واقع سكيكدة لم يتغير ومخاطر الفيضانات لازالت قائمة مما يدعو للتوقف لمعرفة مصيرها في حال تعرضها لوابل من الأمطار القوية لمدة أيام متتابعة.