لم تمر أيام قليلة على حادثة القتل الموجعة التي هزت حي “ التوت “ الاثنين الفارط حتى تلتها جريمة قتل أخرى بطلها شاذ جنسي يدعى “ ع-ع" البالغ من العمر 34 سنة؛ حيث أقدم هذا الأخير عشية أول أمس، على غرز خنجر في قلب عشيقه لأسباب لا تزال لحد الساعة مجهولة. و حسب إفادة شهود عيان، لم يكن الجاني والضحية على توافق تام ولم تكن نظرتهما لبعضهما خالية من الاحتقار والتكبر والعجرفة... فبمجرد أن التقيا ، تبادلا كلاما قبيحا وعنفا جسديا انتهى حسب مصادرنا، بدخول الطرفين في مشادات كلامية زادت من حدة غضبهما، ما جعل الجاني يجلب سكينا و يعمد إلى غرزه في قلب الضحية المسمى “ ز-ن” البالغ من العمر 24 سنة و الساكن بحي “بودراع صالح” ، ليسقطه ارضا بعد أن أرداه قتيلا. مباشرة تم استدعاء الشرطة وعناصر الحماية المدنية التي نقلت الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بن باديس، فيما اختفى الجاني عن الانظار قبل مجيء الشرطة. و عليه، فتحت مختلف العناصر الأمنية بمصلحة الشرطة العلمية والقضائية بولاية قسنطينة، تحقيقا واسعا وتنشيطا للمنطقة أثمر بإلقاء القبض على الجاني. و لعل التخمين استند إلى معارف و السكان المجاورين لمرتكب الجريمة، فان الاخير معروف بشذوده الجنسي و ميولاته الانثوية ، إذ كان يصطحب معه بين الفنية و الاخرى شبابا إلى بيته من مختلف الأعمار؛ الامر الذي جعله محط شبهة للعام و الخاص، ناهيك عن نسبه المجهول كونه ترعرع في بيت للدعارة بالمدينة العتيقة “ السويقة”. كما توفرت لدى الشرطة القضائية ، معلومات حول الجاني تقر على أنه حقا شخص مثلي، لتقوم بتوقفه ساعات بعد الجريمة نظر لمعرفتها المعمقة عن حياته و مغامراته في عالم مرضى النفوس. دائما وحسب المعلومات المتوفرة لدينا؛ فإن العناصر الأمنية ظلت تواجه الجاني عقب عملية إعادة تمثيل الجريمة؛ بأسئلة حول كيفية تنفيذه لها، غير أن أسبابها الحقيقية ظلت مجهولة في انتظار انتهاء قاضي التحقيق بمحكمة قسنطينة من عملية التحريات التي افضى الجزء الاكبر منها لجعله يعترف بالجرم المنسوب إليه؛ و على اثر هذا توبع بتهمة الضرب و الجرح العمدي المفضي الى الوفاة. وأمام هذا الوضع؛ فان جريمة القتل هاته تعد الثالثة من نوعها التي شهدتها مدينة الصخر العتيق في غضون خمسة أيام فقط... فأين الامن.