عاد الملف الصحي ليطفو بقوة على سطح الأحداث بعاصمة الكورنيش جيجل وذلك بعد النقص الكبير الذي سجل في اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية والذي بات يهدد صحة المئات ممن تفرض عليهم ظروفهم وأحوالهم الصحية الإستفادة من هذا اللقاح الذي خصصت له ميزانية معتبرة من قبل مديرية الصحة والسكان .ورغم اعلان مديرية الصحة بولاية جيجل عن الإتفاق النهائي مع معهد باستور من أجل توريد ما لايقل عن (3600) لقاح خاص بالأنفلوانزا الموسمية وذلك كمرحلة أولى في انتظار جلب كميات أخرى منتصف الشهر القادم ناهيك عن الشروع في عمليات التلقيح عبر المراكز التي أستحدثت لهذا الغرض والتي لايقل عددها عن الخمسين مركزا وهي العملية التي انطلقت مبدئيا في الواحد والعشرين من شهر أكتوبر الماضي الا أن العشرات من المحتاجين الى عملية التلقيح المذكورة اشتكو من غياب الشفافية في هذه العملية الى درجة أن عدد كبير من هؤلاء لم يستفيدوا من اللقاحات الضرورية رغم توجههم للمراكز المخصصة لهذا الغرض وذلك على الرغم من كون وضعهم الصحي يخولهم الإستفادة من عملية التلقيح دون قيد أوشرط على اعتبار أنهم اما من كبار السن أو من الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة وهو مايطرح برأي هؤلاء أكثر من علامة استفهام بخصوص الآليات التي تم وضعها من قبل الجهات الوصية من أجل تجسيد عمليات التلقيح بالشكل الصحيح والحيلولة دون خروجها عن الإطار الذي رسم لها .ولم تخف بعض الأطراف المتابعة للملف الصحي بالولاية (18) تخوفها من الإنعكاسات الخطيرة للخصاص المسجل في لقاحات «الأنفلوانزا» وكذا الطرق الملتوية المعتمدة في توزيعها على مستحقيها وبالأخص على صحة بعض الشرائح الإجتماعية على غرار الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة وحتى المسنين الذين تتطلب أوضاعهم الصحية منحهم الأولوية المطلقة في عمليات التلقيح مثلما ظلت تؤكد عليه المديرية الوصية .من جهة أخرى وفي سياق ذي صلة بالملف الصحي بعاصمة الكورنيش يدور الحديث وسط أهل القطاع هذه الأيام عن الإنتشار الكبير لحشرة سامة بوديان الولاية وخاصة الكبيرة منها على غرار وادي النيل وهي الحشرة التي تحمل الكثير من الفيروسات والأمراض المتنقلة التي تفرض على المصاب بها العلاج السريع والمتابعة الطبية المستمرة بالنظر الى مضاعفاتها الخطيرة على صحة المصابين بها ، وأكدت مصادر على صلة بالملف «لآخر ساعة « بأن الحرارة الشديدة التي شهدتها ولاية جيجل هذه السنة وكذا طول فصل الصيف وعدم نزول درجات الحرارة الى حدود مطلع الشهر الجاري كانت من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تنامي خطر هذه الحشرة السامة التي تشبه الى حد بعيد تلك التي ظهرت بمنطقة الرويبة بالعاصمة والتي ألحقت أضرارا صحية معتبرة بعمال مركب الرويبة لصناعة السيارات حيث أصيب أكثر من مئتي عامل بهذا المصنع بالتهابات وحالات عدوى فرضت اخضاعهم لمتابعة صحية صارمة لعدة أسابيع .