ما يزال الإقبال على المراكز الصحية محتشما بنسبة للنساء الحوامل فيما يخص إجراء عملية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير في يومه الثاني· اختارت ''الجزائر نيوز'' أن تتنقل في اليوم الثاني لمتابعة عملية التلقيح في وحدة أمراض النساء والتوليد بعيادة نعيمة الواقعة ببلوزداد (العاصمة)، التي خصصتها وزارة الصحة لاستقبال الحوامل لإجراء التلقيح القاطنات في وسط العاصمة، وعند وصولنا إلى هذه العيادة على الساعة العاشرة، وجدنا حارس باب العيادة فطلبنا منه إن كانت عملية تلقيح الحوامل قد انطلقت، فكانت إجابته بنعم بالنسبة للحوامل، وأما عملية تلقيح ممارسي الصحة فيتم إجراؤها بالمستشفى الجامعي بمصطفى باشا، وأكد لنا أنه يمكن معرفة المزيد عن هذه العملية بالتقرب من أحد الأطباء· عند دخولنا إلى المصلحة وجدناها شبه فارغة من الحوامل وحتى الممرضات والقابلات لا يرتدين الأقنعة الواقية وكأن لا شي يوحي بخطورة المرض، سألنا أحد الأطباء المختصين عن سير العملية في يومها الثاني، فأكد ل''الجزائر نيوز'' أنه لم يتم تلقيح أية أمرأة حامل في هذه العيادة رغم أنهن الأكثر عرضة للخطر في حالة إصابتهن بهذا المرض الذي يؤدي إلى وفاة المرأة الحامل نظرا لضعف مناعتها، ورغم هذا فضلن عدم إجراء التلقيح وقد بقيت كميات اللقاح على حالها في العيادة، وقال المتحدث '' لقد حاولت بنفسي إقناعهن بضرورة إجراء هذا اللقاح مؤكدا لهن أني تلقيت اللقاح منذ أسبوع ولم تظهر علي أية أعراض وأني أحس بصحة جيدة، وفي الحقيقة لا نستطيع إجبارهن عل التلقيح''. مضيفا أن من الأسباب التي جعلت هؤلاء النسوة يعزفن عن التلقيح، التخوف من هذا اللقاح التي تم تجربته لأول مرة على الإنسان من قبل، وهذا ما نتج عنه من هلع وخوف من استعماله، خاصة أن هناك معلومات روجت من طرف وسائل الإعلام العالمية، تؤكد أن اللقاح له مضاعفات خطيرة على الإنسان، والغريب أن هناك مخابر عالمية تحدثت عبر مواقعها الإلكترونية أن اللقاح أظهر بعض الأعراض على الأطباء الدين تلقحوا به ''. تركنا الطبيب يزوال عمله وبقيت ا''الجزائرنيوز'' خارج مصلحة التوليد، خاصة أن الإدارة رفضت دخول الصحافة إلى المصلحة بدون ترخيص من وزارة الصحة، بحيث أكد لنا أحد الأطباء أن الوزارة تستدعي كل من يدلي بتصريحات إلى الصحافة عن أسباب عزوف المواطنين عن أجراء التلقيح، ففضلنا الانتظار أمام باب المصلحة لأكثر من ساعتين عسى أن نلتقي بواحدة من الحوامل يتجهن لإجراء عملية التلقيح ضد أنفلونزا، غير أننا لم نعثر لهن على أثر باستثناء واحدة جاءت للفحص بالعيادة. استقالة جماعية لأطباء مستشفى سطيف ورفض تلقي اللقاح نفت عائلة الدكتورة لبنى، ر رئيسة مصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى سعادنة محمد عبد النور بسطيف، التي توفيت ساعات قلائل بعد تلقيها اللقاح الخاص بأنفلونزا الخنازير، النتائج التي جاءت في تقرير الطب الشرعي، وقالت بأن الضحية لم تكن مصابة بأي مرض تنفسي. مطالبة في ذات السياق بإعادة تكييف النتائج وإظهار الحقيقة للعيان... لا تزال قضية وفاة أول ملقحة بداء أنفلونزا الخنازير في الجزائر تصنع الحدث بسطيف وتلقي بظلالها على قطاع الصحة بالولاية، وقد زاد من حدة الوضع، التكذيب الرسمي الذي تقدمت به عائلة الضحية لدى مصلحة المستشفى بعد ظهور تقرير الطب الشرعي، مطالبة الجهات الأمنية بتوسيع نطاق التحقيق والوقوف على الأسباب الحقيقية لوفاة الطبيبة التي لم تكن تعاني من أي مرض· هذا وتشير آخر المعطيات إلى أن سبب وفاة الضحية يعود إلى نوعية اللقاح وتأثيراته الجانبية· النقطة التي تحاول لجنة التحقيق الوزارية التي حلت بالولاية قبل يومين التأكد منها، معتمدة فرضية استبعاد أن يكون التلقيح هو سبب الوفاة، حسب الخبرة الطبية، لأن الأعراض لا تؤدي إلى الوفاة بعد فارق زمني وجيز· ولأن الحادثة نزلت كالصاعقة على عمال القطاع الصحي بسطيف عامة والمستشفى الجامعي الذي يضم أزيد من 2700 عامل خاصة، أزيد من 10 أطباء قدموا استقالتهم، اثنان منهم من بين 7 أطباء يشتغلون بمصلحة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، وذلك بعد القرار الذي اتخذته الجهات الوصية والقاضي بوجوب تلقيهم اللقاح، الأمر الذي رفضه الأطباء، وبموجبه توقفوا عن العمل قبل أن يتم استخلافهم من قبل طبيبين قبلا بتلقي اللقاح. هذا وذكرت بعض المصادر، أن عدد الذين تلقوا اللقاح وسط التركيبة البشرية لعمال قطاع الصحة بسطيف لم يتجاوز ال 20 شخصا مع انتهاء آخر أجل، ما يعني أن مصير حملة التلقيح التي أعلنت عنها الوزارة بات على المحك على الأقل وسط السلك الطبي، وهو ما ينتظر أن يسجل بعد انتهاء فترة التلقيح الخاصة بالحوامل، اللاتي باشرت الجهات الوصية تلقيحهن قبل يومين، وتعزف معظمهن عن تلقي اللقاح في ظل عدم تجاوبهن مع دعوات الوزارة، التي قلن عنها بأن هدفها هو التخلص من الجرعات التي تم استيرادها دون مراعاة صحة المواطنين· الإعلام الأجنبي يتحدث عن مخاطر اللقاح المضاد ل فيروس''أ/أش1أن1'' ذكرت وكالة الأنباء الأوروبية للأدوية، أن التلقيح ضد فيروس''أ/أش1أن1'' المسوق بدول عديدة من العالم، قد يتسبب في بعض المشاكل الصحية بالنسبة للأشخاص الذين يتم تلقيحهم، خاصة بعض الأشخاص المصابين بإمراض كالحساسية، وقد يتسبب في تعر ض الأطفال الذين يتم تلقيحهم إلى حمى خطيرة، وهو ما دفع بعدد من الأشخاص في العالم إلى الامتناع عن التلقيح بهذا اللقاح· وقد عزز هذا الطرح من التخوف من التلقيح باللقاح المنتج من طرف مخابر ''جي أس كا'' المتعدد الجنسيات، تسجيل بعض حالات الوفيات بعدد من دول العالم من بينها كندا والمغرب، بالإضافة إلى ورود معلومات عن استقالة جماعية وتوقيفات طالت إطارات بمعهد باستور بسبب عدم موافقتهم على تسويق اللقاح وتوزيعه عبر مختلف الولايات، بالإضافة إلى هذا، فإن التخوف الذي أبداه عمال السلك الطبي أثار أيضا تخوف المواطنين من الإقبال الكثيف على التلقيح· وذكرت تقارير إعلامية أيضا، أن المخبر العالمي المنتج للقاح ينصح بعض الأشخاص بعدم استعمال اللقاح أي عدم التلقيح، وهو ما أثار استغراب الأطباء بدول عديدة من العالم، كما أن المخبر نصح بعدم تلقيح فئة من الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، وهو ما يغذي أيضا التخوفات من تناول اللقاح. ثلاثة أسئلة إلى المدير العام للمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية محمد بن سليمان منصوري : وفاة الطبيبة في سطيف ترجع إلى مضاعفات جانبية غير اللقاح والتحقيقات ستثبت ذلك كيف جرت عملية التحاليل المخبرية على التلقيح المستورد من المخابر الأجنبية؟ بطبيعة الحال تم إجراء تحاليل مخبرية جد دقيقة في المخبر الوطني لمراقبة الأدوية، حيث كنا إلى جانب مخبري معهد باستور وتكسيكو، إضافة إلى ذلك عملنا مع المخابر الكندية والفرنسية والألمانية التي قامت الجزائر باستقدام اللقاحات منها· كيف كانت نتيجة تلك التحاليل التي قام بها المخبر؟ النتائج كانت بطبيعة الحال إيجابية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، قام مخبرنا بفحص 35 ملفا تخص تلك اللقاحات لوحدها، وكانت النتائج قد استوفت المعايير العالمية المعتمدة. من جانب آخر، أريد أن أوضح أن اللقاح في حد ذاته تم التأكد منه في البلدان الأصلية للمخابر التي سوقت اللقاح، وكنا في اتصال مباشر مع حكومة تلك الدول· كيف تفسرون كل الضجة التي تحيط باللقاح، خصوصا بعد وفاة طبيبة في سطيف؟ صحيح، لقد زرعت وفاة الطبيبة التي كانت تعمل في أحد المستشفيات بولاية سطيف الكثير من الذعر في أوساط الناس، غير أن الوفاة يكتنفها الكثير من الغموض وأنا متأكد أن أسباب الوفاة غير متعلقة باللقاح الذي أخذته، خاصة إذا علمنا أن مضاعفات اللقاح تحصل في الساعات الأولى بعد أخده ولا يتعدى الأمر 12 ساعة، غير أن الطبيبة توفيت بعد أزيد من 36 ساعة، وستثبت نتائج التحقيق عكس ما تروج له المصادر الإعلامية· تيزي وزو: الحوامل يرفضن التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير أكدت مصادر طبية جد عليمة أمس، أن حملة التلقيح في أوساط الحوامل بولاية تيزي وزو فشلت الى حد كبير، وأن بداية العملية لم تكون موفقة، هذا بالرغم من أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قدمت كل الضمانات على فاعلية اللقاح، حيث لم يسجل المستشفى الجامعي نذير محمد إلا حالتي تلقيح فقط من مجموع العشرات من الحوامل، ويتعلق الأمر بسيدتين تزاولان مهامهما في قطاع التربية، وحسب ذات المصادر الطبية، فحملة التلقيح ضد فيروس ''"A/H1N1 المعروف بأنفلونزا الخنازير التي سطرتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، لقيت رفضا كبيرا من طرف الحوامل بتيزي وزو. المراكز الصحية بوهران تشهد حالة عزوف لدى النساء الحوامل كشفت، مصادر من المستشفى الجامعي بوهران، أن نسبة الإستجابة لتلقيح النساء الحوامل، خلال اليومين الأخيرين، كانت صعيفة جدا، حيث لم يتردد على المصالح الإستشفائية سوى 5 نساء، أما بالنسبة للمؤسسة الجوارية بحي الصديقية، فقد رفض الطاقم الطبي فتح جرعة اللقاح لتلقيح سيدتين استجابتا لنداء وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات· ورغم الإجراءات الطبية التي وفرت على مستوى المصالح الطبية بالمستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة عبر مستوى الولاية، إلا أن عملية التلقيح عرفت عزوفا كبيرا بسبب المخاوف التي صاحبت العملية· ياسمين بوعلي/ عبد الكريم لونيس/ م· مراد/ محمد الهادي بن حملة/ مجيد خطار/ ر· أماني