حاصرت صبيحة أمس ،عشرات العائلات المشردة في الشوارع بحي سيبوس - جوانو -مقر ولاية عنابة ،للمطالبة بترحيلها إثر هدم بناياتها الفوضوية بقرار اعتبرته تعسفيا وباطلا ... كما طالبت بفتح تحقيقات ادارية وميدانية حول ما اذا كانت فعلا لها الحق في الاستفادة من سكنات اجتماعية لائقة من شأنها ان تضع حدا للجحيم الذي تتخبط فيه امام مرأى ومسمع الجميع ،محملة مسؤولية تشردها في الشوارع الى السلطات الولائية ،الاخيرة التي لم تحرك ساكنا وقت تشييدها البنايات منذ عدة اشهر ، كما انها لم تخطرها مسبقا بقرار الهدم الصادر ضدها ، العائلات ذاتها والبالغ عددها 70 عائلة وجهت نداء استغاثة للقاضي الأول بالبلاد لإنقاذها بالتدخل الفوري لدى المسؤولين المحليين لإيجاد حل عاجل لوضعيتها المزرية ،من جهتهم عبر المتضررون ل «اخر ساعة» عن استيائهم وتذمرهم الشديدين ازاء قرار تهديم بناياتهم دون سابق انذار ودون ايجاد البديل مما اجبرهم على المبيت في العراء وكذا ازاء سد المسؤولين اذانهم للإصغاء لانشغالاتهم والاكتفاء بغلق الابواب في وجههم ، يذكر ان عملية تهديم بنايات حي سيبوس قد جرت بتاريخ 3/11/2012 اين تفاجأ السكان في حدود الساعة الثامنة صباحا ،بقوات الامن مدججة بالهراوات تحاصرهم من مختلف المنافذ لإجبارهم على اخلاء سكناتهم تطبيقا لتعليمة صادرة من مصالح بلدية عنابة تفيد بإلزامية التواجد الامني قصد تنفيذ العملية على خلفية استفادة اصحابها الاصليين في وقت سابق ،الامر الذي دفع بالعائلات لشن حركة احتجاجية غاضبة ازاء القرار الصادر ضدهم ،وفي خطوة للتصعيد تجمهرت عشرات العائلات امام بناياتها الهشة مهددة بالانتحار في حال استخدام القوة لإجبارها على الرحيل ،و امام هذا الوضع منحت عناصر قوات مكافحة الشغب المتدخلة ساعة واحدة للسكان لحمل امتعتهم والتوجه الى الوجهة التي أتوا منها ،مما اخرج الحركة عن مسارها وحولها الى اعمال شغب ، استعملت فيها الهروات وقارورات الغاز المسيل للدموع للتفريق والرد بالرشق العشوائي بالحجارة و»المولوتف» ورميهم بقارورات غاز البوتان ،ما اسفر عن اصابة ازيد من 20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم خمسة من رجال الشرطة ،كما خلفت المواجهات اعتقال ما لا يقل عن 19 متظاهرا تم اطلاق سراحهم بعد تدوين محاضر سماع ضدهم ..الجدير بالذكر انه ومنذ تنفيذ قرار الهدم اغلب العائلات مرمية في الشوارع تتذوق الامرين وسط خيم شيدتها لوحدها بحي سيبوس ،كما يمكن الاشارة الى ان التقلبات الجوية زادت طين معاناتهم بلة بعد ان غمرت مياه الامطار خيمها واجبرتها على المبيت في العراء ..