اصطدمت عملية تهديم البنايات الفوضوية التي قامت بها السلطات العمومية أمس، برد فعل غاضب وقوي من المواطنين في حي سيبوس الشعبي حيث اعترضوا جرافات القوة العمومية مما خلف مواجهات عنيفة أسفرت عن تسجيل جرحى وإغماءات ومحاولات انتحار جماعي في أوساط العائلات المتضرره من حملة الهدم التي تزامنت مع أول أيام الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر المقبل. ولم تتخلف المصالح الأمنية التي عززت من تواجدها بفرق مكافحة الشغب عبر كافة المحاور في إطلاق حملة اعتقالات مست عشرة شبان بشبهة محاولة الإخلال بالنظام العام والتجمهر غير المرخص، فيما تكفلت مصالح الحماية المدنية بنقل المصابين إلى المستشفى. وقد برر مصدر مسؤول من ولاية عنابة في حديث ل«البلاد" قرار مسارعة السلطات العمومية لشن حملة الهدم في اليوم الأول من الحملة الانتخابية إلى “المخاطر المحدقة بقاطني تلك البنايات المجاورة لواد سيبوس خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وأن أزيد من سبع بلديات عبر الولاية، يقطنها ما يقارب نصف سكان الولاية، مصنفة ضمن خارطة المناطق المعرضة لأخطار الفيضانات، بعد تسجيل العديد من الكوارث بها، الناجمة أساسا عن سيول المطر وتدفق مياه الوديان إلى جانب ما يتهدد حياة السكان المقيمين بجوار أنبوب الأمونياك بمركب فرتيال للأسمدة الآزوتية". وقد سجل أمس رفض عشرات العائلات بحي سيبوس الانصياع إلى أوامر السلطات بإخلاء سكناتهم التي شيدت بطريقة غير شرعية وإخراج أثاثهم قبل الشروع في عمليات التهديم والإزالة لها، مهددين بالانتحار الجماعي من فوق البيوت الفوضوية باستعمال مادة البنزين وقارورات غاز البوتان في محاولة منهم لتصعيد الوضع، وقيام آخرين بتقطيع أجسادهم بشفرات الحلاقة.