يبدو أن ما كان مرتب له من خلال مساعي إقحام الجيش الجزائري في حرب مالي، وبحث الدول الغربية عن موطىء قدم في مالي على الحدود مع الجزائر بدأ يتحقق من خلال ما كشفت عنه صحيفة (التايمز) البريطانية أمس من أن وحدات من القوات البريطانية وُضعت في حالة تأهب للانتشار في مالي في إطار عملية لمكافحة الإرهاب، بعد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإشراك بلاده في معركة مكتملة ضد تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا. اشارت «التايمز» إن وحدات من أسلحة المشاة والبحرية والقوى الجوية البريطانية وُضعت في حالة الاستعداد القصوى للانتشار عند الطلب لدعم التدخل العسكري الفرنسي في مالي ضد الجماعات التي تحتل الشمال.وأضافت أن المقر الدائم المشترك، الذي يدير العمليات العسكرية البريطانية، سيضع قبل نهاية الأسبوع الحالي اللمسات الأخيرة لأي خطط طوارئ مستقبلية للانتشار في مالي، والتي أُطلق عليها اسم «عملية نيوكومب»، وأشارت المعلومات إلى أن العملية من شأنها أن تشمل قدرا أكبر من التدريب والدعم للقوات الأفريقية في مالي، في حين أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها لم تضع أي خطط لنشر قوات مشاة في مالي بدور قتالي.وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا إلى رد دولي أقوى على انتشار تهديد الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا. وقد سبق وأن رفضت الجزائر مساعي التدخل الاجنبي في شمال مالي، وحذرت العديد من الاطراف من مغبة ان يستغل هذا التدخل في إقامة قواعد عسكرية دائمة على الحدود مع الجزائر، فهل بداية غرس الجنود البريطانيين يدخل ضمن هدا المخطط بعد أن سبق للجيش الفرنسي أن أرسى قدميه هناك . وفي سياق متصل، اعلنت النرويج التي لم تحصل بعد على معلومات عن رعاياها الخمسة، ارسال خبراء نرويجيين في الطب الشرعي الى العاصمة الجزائرية للمساهمة اذا اقتضت الحاجة في التعرف الى ضحايا عملية اخذ الرهائن في عين اميناس. وقال كييتل السيبوتانغن المتحدث باسم وزارة الخارجية النروجية، ان «الشرطة الجنائية عرضت ارسال اختصاصيين والجزائر وافقت» على ذلك.وقد وصل الخبراء الستة في الطب الشرعي الى العاصمة الجزائرية ليل الاثنين الثلاثاء مع عينات وراثية من شأنها تحديد احتمال وجود نروجيين مفقودين بين الجثث التي ما زال يتعين التعرف الى هوياتها.واضاف المتحدث «انهم جاهزون لأن يبدؤوا عملهم اليوم اذا ما طلبت السلطات الجزائرية ذلك».وبعد ستة ايام على الهجوم الذي شنه عناصر الملثمين، على منشأة ان اميناس التي تشارك في استثمارها مجموعة ستات اويل النروجية النفطية، أعربت النرويج عن مزيد من القلق على مصير رعاياها الخمسة الذين لم تتسلم بعد معلومات عنهم. وقال المدير العام لستات اويل هيلغي لوند «نأمل في الافضل لكننا نتخوف من الأسوأ».وفي اليوم نفسه، اعلن رئيس الوزراء عبد المالك سلال ان 37 اجنبيا من ثماني جنسيات مختلفة وجزائريا واحدا قتلوا في الهجوم على منشأة الغاز واخذ الرهائن فيها.وتحدث ايضا عن خمسة مفقودين. وبالاضافة الى النرويج، تبحث عن رعاياها ايضا كل من الفيليبين وماليزيا. بينما اعلنت وزارة الخارجية الرومانية وصول جثتي رومانيين قتلا خلال ازمة الرهائن في الجزائر، صباح أمس الى مطار اوتوبيني العسكري قرب بوخارست. حيث اقيم حفل ديني في المطار شاركت فيه عائلتا الرجلين ووزير الخارجية الروماني تيتوس كورلاتين وسفير الجزائر في بوخارست حبيب شوقي حمراوي، كما اضافت الوزارة.واوضحت الوزارة في بيانها «اعيدت الجثتان بناء على طلب وزارة الخارجية على متن طائرة عسكرية من نوع سي-27 سبارتان تابعة لوزارة الدفاع».وتتواصل حملة التنديد الدولية بالعملية الإرهابية، إد أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، عملية احتجاز الرهائن ووصفها ب»الإرهابية».ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، عن مهمانبرست قوله «ان العملية الإرهابية التي اسفرت عن احتجاز موظفي منشأة عين اميناس في الجزائر ستؤدي الى عدم الإستقرار وانعدام الأمن في منطقة شمال افريقيا».ودعا الى ضرورة تجفيف ما وصفه ب»منابع دعم الإرهاب واقتلاعه من جذوره». واضاف «أن على منفذي العمليات الإرهابية أن يدركوا عدم جدواها بغية الوصول الى اهدافهم». واعرب مهمانبرست «عن تضامن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الحكومة والشعب وعوائل ضحايا العملية الإرهابية في الجزائر».