كشفت وسائل الإعلام البريطانية أمس، أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» والجماعات «الإرهابية» المتحالفة معه، صار يمتهن مهمة تمرير مهربي الكوكايين في الصحراء وهو يجني بذلك ملايين الدولارات. أكدت وسائل الإعلام البريطانية التي باتت منشغلة أكثر بالوصع في الجزائر عقب اعتداء تيقنتورين، ما سبق وأن حذرت منه الجزائر لما دعت إلى تنسيق الجهود بمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و الإتجار بالمخدرات و بالبشر فقد أكدت وسائل الإعلام البريطانية امس، إن التنظيم يستفيد من تجارة الكوكايين مع توجه عصابات المخدرات في اميركا الجنوبية إلى تهريبه إلى الأسواق الأوروبية عبر افريقيا الآن، اثر تكثيف اجراءات المراقبة في الطرق القديمة عبر منطقة الكاريبي.واضافت أن متعاطي الكوكايين في بريطانيا يساعدون في تمويل جماعات «القاعدة» المسؤولة عن أزمة الرهائن الأخيرة في الجزائر، والجماعات الإسلامية المتطرفة التي تسيطر على شمال مالي. موازاة مع ذلك، قال مسؤول مكافحة «الإرهاب» في الادارة الاميركية السابقة، ومدير برنامج مكافحة «الإرهاب» في معهد واشنطن حاليا، مات ليفيت، إن كميات متزايدة من الكوكايين تصل إلى الأسواق في بريطانيا وأوروبا من غرب افريقيا عبر المناطق الخاضعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وبحماية التنظيم«.واضاف ليفيت أن التنظيم «يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي ويوفّر لمهربي الكوكايين الحماية والأمن وممرات آمنة عبر الصحراء لتهريبه إلى أوروبا في المقام الأول، ولذلك فإن قادة هذا التنظيم وحلفاءهم هم مجرمون أيضاً إلى جانب كونهم ارهابيين«.واشارت صحيفة صنداي إلى أن 35 طنا من الكوكايين تمر حاليا عبر غرب افريقيا كل عام، وفقا لتقديرات مكتب الأممالمتحدة لمراقبة المخدرات.ونقلت عن متحدث باسم وكالة مكافحة الجرائم المنظمة الخطيرة في بريطانيا، قوله «نحن على بينة بالتهديدات الناشئة عن هذه المنطقة واتخذنا التدابير المطلوبة للتعامل معها«.في سياق شبيه، كشفت صحيفة «صن أون صندي» امس ، أن الشرطة البريطانية تلاحق جزائريا متابعا في قضية ارهابية يدعى علي بن رقية يكون قد شوهد مؤخرا في المملكة المتحدة، للاشتباه بتورطه في قتل أجانب. وأكدت الصحيفة إن المعني علي بن رقية، وهو في الأربعينات من العمر، مطلوب في الجزائر بتهمة تدبير مقتل 12 كرواتيا كانوا يعملون في محطة لتوليد الكهرباء في الجزائر ، وقد حكمت عليه المحكمة غيابيا بعد فراره من البلاد. إلى المملكة المتحدة عام 1998 وأقام حتى وقت قريب في مدينة بيرمنغهام، ومن ثمة تواري عن الأنظار. واشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية اكدت أن عملية مطاردة بن رقية لا علاقة لها بأزمة الرهائن الأخيرة في الجزائر. وفي موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «ميل أون صندي»، أن السلطات البريطانية سمحت لجزائري أخر مشتبه ب «الإرهاب» بالإقامة في المملكة المتحدة لأن قاضيا يعتقد بأنه يمكن أن يقدم على الإنتحار إذا ما أجبر على العودة إلى بلاده.وتابعت إن الجزائري، البالغ من العمر 43 عاما والذي لا يمكن الكشف عن هويته لأسباب قانونية، يُشتبه في أنه زود «ارهابيين» بجوازات سفر مزورة وسهل ترتيبات سفرهم.