تعرضت صبيحة أمس، بناية مكونة من طابقين تقع بالمدينة العتيقة « السويقة» بقسنطينة، الى انهيار كلي جراء عمال الهشاشة التي لحق بها علاوة علاة على الظروف الطبيعية. هدا و تعد البناية واحدة من البنايات التي برمجت لعملية الترميم قبل 04 سنوات في ايطار حماية وترميم المدينة القديمة «شارع ملاح سليمان «2009 الدي يعد أكبر شارع يضم عدد كبيرا من بنايات التي سيعاد ترميمها و المقدرة بحوالي 60 بناية. وأجج الحادث غضب السكان، الذين اجتمعوا حول البناية المنهارة، منددين بالحادث وبتجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم، خاصة أنهم سبق أن قدموا عدة شكايات بخصوصها إلى الجماعة المحلية ، لكن شكاياتهم ظلت مجرد حبر على ورق ولا أحد استمع إلى معاناتهم، حسب مجموعة من السكان. وقد تمكن أحد المارة من إنقاذ أحد الأطفال، الذي كان يلعب بالقرب من البناية المهجورة قبل سقوطها، حينما تدخل وحال دون سقوط أحد أجزائها فوق رأسه، ويفكر السكان، مجتمعين، في توقيع عريضة استنكارية وإرسالها إلى والي الولاية قصد التدخل لإنقاذ حياة السكان المهددة بناياتهم بالانهيار. وكانت جدران البناية، حسب شهادات السكان، قد بدأت بالتساقط تدريجيا في الأيام الماضية، قبل أن تسقط بالكامل وتخوف المتضررين من مغبة سقوط باقي البنايات المتآكلة بالأحياء المجاورة، التي أًصبحت تشكل في نظرهم خطرا محدقا بهم وبأولادهم، خاصة أن منهم من مازال يقطن بعضها، في ظل انعدام مأوى يؤويهم، حيث يقول أحد سكان الحي: «...نفضل البقاء فيها حتى لو سقطت فوق رؤوسنا، المهم ساكنين...». فأغلب السكان، ممن التقيناهم أصبحوا مهددين في حياتهم بسبب تقادم هذه البنايات، التي تعود إلى عهد ما قبل الاستعمار، معاناة تزداد، حسب السكان، في فصل الشتاء، حيث تشكل الأمطار بالنسبة إليهم هاجسا يقض مضجعهم، على اعتبار أن غزارتها تؤدي إلى انهيار هذه المنازل، التي تعد المهجورة منها قبلة للمشردين والمتسكعين. من هته، افاد مدير الصقففة بولاية قسنطينة « تليلاني فوغالي» في رده عن سؤوالنا ...ما مصير عملية الترميم التي توقفت مع رحيل الوالي السابق « بوضياف» صرح قائلا ان الوضعية لا بد أن تسوى قانونيا مع تاكيده ان التمس من والي الولاية استصدار التسخير لربح الوقت و انقاض ما يمكن إنقاذه من جهة موازية لم ينفي المدير اعترافه بتحمل جزء من المسؤولية كما أنه حمل الجزء الاخر من المسؤولية لجيهات أخرى. تجدر الاشارة أنه اضافة الى هدا سيتم تطهير وصيانة مختلف شبكات التزود بالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وذلك على طول هذا المسار الذي يمر عبر الجزء العلوي للمدينة القديمة، حسبما أوضحه المسؤول ذاته. يذكر أن ‘'قسنطينة القديمة‘' تتربع على مساحة أزيد من 80 هكتارا ويبلغ عدد قاطنيها حسب آخر إحصاء 24.653 نسمة يسكنون في أكثر من 14 ألف بناية 46 بالمائة منها بنايات قديمة، وحسب تقرير أعدته خلية حماية التراث فإن حوالي 575 بناية مصنفة في خانة ‘'البنايات المهددة بالانهيار‘'. و لكن يبقى مصير ترميم بنايات هده المدينة يكتنفه الكثير من الغموض و الالتباس.