اطلقوا اسمه على ملعب لكرة القدم في ليبيا، وعلى شارعين في لبنان وعلى مواليد في غزة وغيرها بالعالم العربي، مع أنه كان رئيساً لبلاد بعيدة جغرافياً عن العرب. لكن هوغو تشافيز الذي توفي بعد أن هزمه السرطان، امس الأربعاء، عبر الحدود وقلّص المسافات فزار العرب وزاروه وترك بصمات،.زار تشافيز الجزائر 4 مرات وعزز معها العلاقات، وأطلق اسم الأمير عبدالقادر الجزائري على ساحة بكاراكاس، ثم نصبوا فيها تمثالاً للأمير الثائر قبل عام، رداً على بادرة قامت بها الجزائر في 2009 حين رفعت نصباً تذكارياً في عاصمتها لسيمون بوليفار، المعروف بمحرر 7 دول أمريكية لاتينية من الاستعمار الإسباني في بداية القرن التاسع عشر.وعزز تشافيز علاقات فنزويلا مع ليبيا التي زارها 3 مرات، فأطلقت اسمه في 2009 على ملعب لكرة القدم في ضاحية بنينة ببنغازي، لكن سلطات “ثورة 17 فيفري” غيرت الاسم إلى “ملعب شهداء بنينة” بعد نجاح الثورة التي عاداها تشافيز ودعم أثناءها العقيد الذي غضب لمقتله فيما بعد واعتبره “شهيداً”. كما أقام علاقات مميزة مع إيران التي زارها 13 مرة، فيما قام نظيره أحمدي نجاد بزيارة فنزويلا 6 مرات شافيز زار السعودية 3 مرات، وتجول بشوارع بغداد عام 2000 بسيارة قادها به صدام حسين، وزاره ثانية في 2002 أيضاً، ثم كان الوحيد بين قادة دول أمريكا اللاتينية الذي أدان الاحتلال الأمريكي للعراق. كما زار في 2002 دولاً عربية أعضاء في “أوبك” ودعا قادتها إلى قمة المنظمة التي استضافتها فنزويلا أواخر ذلك العام بعاصمتها، فزار الى جانب السعودية والعراق قطر والكويت والإمارات وليبيا والجزائر.ولم تسمح ظروفه بزيارة فلسطين، لكن أبومازن زاره في 2009 فأهداه وسام الحرية الفنزويلي من الدرجة الأولى، وكذلك سيفاً تذكارياً نسخة عن سيف سيمون بوليفار، وفتح لفنزويلا سفارة بفلسطين وطلب من وزير التعليم توزيع خرائط للأراضي الفلسطينية على الطلاب ليتبينوا كم هي ضيقة على شعبها ومكتظة في غزة وحدها بأكثر من مليون و500 ألف نسمة.زار تشافيز سوريا أيضاً في 2006 و2009 فقصد في الثانية مدينة السويداء، عاصمة جبل العرب، واستقبلوه بحفاوة، فرد مادحاً سلطان باشا الأطرش أمام المحتشدين، مثيراً عاصفة من التصفيق لإشادته بزعيم الثورة السورية على الانتداب الفرنسي ببداية القرن الماضي. ثم رد الأسد الزيارة في 2010 كأول رئيس سوري تطأ قدماه أرض فنزويلا، حيث يقيم أكثر من 70 ألف مغترب ومتحدر سوري، كما يقولون، وبعدها كان تشافيز يكرر دعمه للأسد في كل مناسبة.أما شعبياً فأقام علاقة من نوع ملتهب اكتسب بها قلوب معظم العرب لطرده سفير إسرائيل وقطعه العلاقات معها بسبب الحرب التي شنتها في 2008 على غزة، لذلك أطلقوا اسمه في 2009 على شارع في مخيم نهر البارد بشمال لبنان، وفعلت بلدة “البيرة” هناك الشيء نفسه ذلك العام بإطلاق اسمه على شارع فيها. مع ذلك لم يزر لبنان وفي بلاده من اللبنانيين ما يزيد على 100 ألف مغترب ومتحدر.ولهوجونشافيز مواقف غير تقليدية على صعيد السياسة الخارجية، خاصة فيما بتعلق بإسرائيل، فبعد العدوان الإسرائيلي على غزة 2009 أعلنت حكومته أن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب على الأراضي الفنزويلية ثم تم طرده من البلاد، سحب تشافيز السفير الفنزويلي من إسرائيل وأعلن إنه خفض مستوى التمثيل مع تل أبيب إلى حده الأدنى لقوله أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل.من أقواله “ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي، لو كان لهذا العالم ضمير حي.. يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟”.وأدت مواقف تشافيز إلى بزوغ نجمه على مستوى دول العالم الثالث. وذاع صيت الرئيس هوجو تشافيز بفكرته التي تقترح حلاً ثالثًا بين الشيوعية “غير الواقعية” والرأسمالية “الوحشية”، وذلك في محاولة منه لإجراء تصحيح في بلد يضم الكثير من المحرومين مقارنة بالطاقات البترولية والصناعية الكبيرة التي يزخر بها.ويوصف الرئيس الفنزويلي بأنه كان صاحب شخصية مؤثرة وكان يعتبر نفسه بمثابة “جندي الشعب” و«الوارث الروحي” لبطل الاستقلال سيمون بوليفار.كما حظي تشافيز بتأييد الشرائح الفقيرة من السكان نظرًا لمباشرته برامج تربوية وصحية واسعة النطاق لصالح هذه الفئات.ولد الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز في 28 يوليو 1954 بمنطقة سابيناتا في ولاية باريناس الواقعة في جنوب غرب فنزويلا، ونشأ في أسرة متواضعة، وقد تزوج من ميرازابيل دو شافيز وله خمسة أولاد، وهو معروف بحبه الشديد للقراءة.وفي عام 1970 التحق هوجو تشافيز بالأكاديمية العسكرية في العاصمة الفنزويلية كاراكاس وحصل على شهادة في العلوم والفنون العسكرية، وفي 1982 أسس تشافيز “الحركة الثورية البوليفارية 200” وفي 1992 ترأس حركة الضباط الشباب للقوات المسلحة ليعلن تمرده على نظام اجتماعي وسياسي كان يوصف بالظلم والفساد.وفي 6 ديسمبر 1998 تم انتخابه رئيسًا لجمهورية فنزويلا بنسبة تفوق %56 من الأصوات، وتمت تزكية الدستور الفنزويلي الجديد سنة 1999 بنسبة %71.4 من الأصوات فأعقب ذلك بالتالي انتخابات رئاسية جديدة فاز بها، ما مكنه من البقاء على رأس الدولة لست سنوات إضافية.` حداد بالصحراء الغربية على رحيل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية نهار أمس الاربعاء يوما للحداد الوطني على إثر وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.وحسب وكالة الأنباء الصحراوية أن رئاسة الجمهورية الصحراوية اصدرت بيانا أوضحت فيه أنه في يوم أمس تم تنكيس الأعلام الوطنية والغاء الأفراح تضامنا مع الشعب الفنزويلي الشقيق في هذه الفاجعة الأليمة وتكريما لروح المناضل العالمي الكبير وتقديرا لمواقفه المبدئية الى جانب حقوق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال ووقوفه الدائم الى جانب الفقراء والمضطهدين وكفاحه من أجل إرساء العدل والديمقراطية والسلام في العالم”. واعتبرت رئاسة الجمهورية الصحراوية الرئيس الفنزويلي الراحل من القادة الذين دافعوا عن قضايا التحرر في العالم ودافعوا عن حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال خاصة القضية الصحراوية.