سجلت مصالح مديرية التربية لولاية عنابة تصاعدا متزايدا لظاهرة العنف في الوسط المدرسي خلال سنة2013 مقارنة بالسنة الماضية والتي بدورها مرشحة للارتفاع إذا لم تؤخذ التدابير اللازمة للحد من انتشارها جهيدة بوغاغة وحسب ما جاء في الإحصائيات فقد تم تسجيل ما يفوق31 حالة أحيلت على مجالس التأديب خلال السنة الجارية على مستوى الطور المتوسط مقارنة ب26 حالة في السنة الماضية بنسبة زيادة تفوق 16%، أما على مستوى الطور الثانوي فقد تم تسجيل 81 حالة أحيلت على مجالس التأديب خلال2013 مقارنة ب41 حالة في السنة الماضية بنسبة زيادة تفوق49%. وحسب مسؤول مصلحة مديرية التربية فإن هذه الإحصائيات التي شهدت ارتفاعا ملموسا انجرت عن عنف بين التلاميذ أو تستهدف الأساتذة والإطار الإداري من قيمين وعمال وغيرهم داخل المؤسسات التربوية. سيما أن هذه الظاهرة تنوعت بين العنف بين التلاميذ، داخل المؤسسات التربوية وخارجها تنتج عن مشاحنات وتصادمات بينهم، وبين العنف ممارس من قبل التلاميذ ضد الأساتذة ممن تسول لهم أنفسهم تهديد الأساتذة في حال وجهت لهم ملاحظات تشكل لديهم إحراجات بين زملائهم أو لأسباب تربوية أو لسلوكات لا أخلاقية خارجة عن الإطار التربوي.وحسب محدثنا فإن وسائل العنف الممارسة تنوعت بين لفظي كالسب والشتم والتهديد وأخرى مادية كحمل الأسلحة البيضاء وتكسير وتخريب زجاج النوافذ والسبورات وإتلاف الأثاث المدرسي وفي بعض الحالات تعدت إلى حالات عنف جسدي كضرب الأستاذ أو دفعه أو محاولة الغش بالعنف .ويضيف محدثنا أن السبب الأساسي الذي أدى إلى استفحال هذه الظاهرة هو المجتمع حيث أن طبيعة التنشئة الاجتماعية للتلاميذ كالذين فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما أو حالات الطلاق إضافة إلى الوقوع تحت تأثير المخدرات إلى جانب تقصير بعض الأولياء في مراقبة أولادهم داخل البيت وخارجه وانحراف سلوك التلاميذ نتيجة سوء استخدام التكنولوجيا كالإنترنت من أهم الأسباب التي أدت إلى تصاعد العنف في المؤسسات التربوية وبشكل كبير وملفت وأمام تفاقهم هذا الوضع الذي بات يشكل خطرا محدق على النشىء وخاصة على الأستاذ الذي لا مطلب له سوى تقديم رسالة سمحاء وتكوين جيل لرفع شعلة المستقبل في ظل ظروف ملائمة وآمنة من الضروري اتخاذ إجراءات استعجالية وصارمة للحد من انتشار وتصاعد هذه الظاهرة كالتنسيق بين أولياء التلاميذ وإدارة المؤسسات التربوية ومحاولة مواجهتها بكل الأساليب المتاحة وبمشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة المدرسة المسجد وخاصة وسائل الإعلام بكل أشكالها البصرية السمعية والمقروءة التي بإمكانها التأثير الفعلي على المجال المعرفي والوجداني والسلوكي للفرد .