أكد، مدير مخبر التغيير الاجتماعي، نور الدين حقيقي ل ''الجزائر نيوز'' أن % 40 من التلاميذ يتميزون بسلوك عدواني يدفعهم إلى ممارسة العنف بمختلف أشكاله، وفقا لنتائج الدراسة التي أعدها المخبر حول العنف في الوسط المدرسي، بينما تحتل الجزائر حسب الباحثين الصدارة في قائمة بلدان المغرب العربي من حيث نسبة العنف المسجل في الوسط المدرسي· قال، أول أمس، مدير مخبر التغيير الاجتماعي نور الدين حقيقي على هامش أشغال الملتقى الدولي حول الشباب والعنف في الوسط المدرسي في بلدان المغرب العربي، أن 60 % من التلاميذ تعرضوا للعنف من طرف الأساتذة، بينما تقدر نسبة التلاميذ الذين يمارسون العنف 40 %، وما يلاحظ أن العنف ينتشر لدى التلاميذ الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والعائلات التي توفر لأبنائها متطلبات الحياة، بحيث تقدر نسبتهم ب35 % لعدة أسباب من بينها النزعة الفردانية والأنانية التي يكتسبها الطفل من الأسرة إثر عملية التنشئة الاجتماعية، بينما تسجل نسب أقل بالنسبة للتلاميذ الذين ينتمون إلى طبقات اجتماعية أدنى تعاني الفقر والحرمان عكس المجتمعات الغربية التي يستفحل فيها العنف في هذه الطبقة· وأكد المشاركون في الملتقى أن نسب العنف المسجلة في الوسط المدرسي في كل من تونس، ليبيا، المغرب والجزائر متقاربة إلا أن الجزائر تحتل الصدارة مقارنة بهذه الدول، ويرجع ذلك إلى تظافر عدد من العوامل ذات الصلة بالمعطيات الاجتماعية، على غرار العامل الديمغرافي، العامل الاقتصادي، النظام التربوي المعتمد، التفاوت الاجتماعي، دون إغفال المؤثرات الأخرى التي تتعلق بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، حيث تعكس الدراسات التي أجريت حول تأثير الرسوم المتحركة أنها تعمل على تعزيز السلوك العدواني لدى التلميذ الذي يحاول في فترات معينة من سنه تقليد ما يراه· وعكست إحصائيات وزارة التربية الوطنية المنبثقة عن الدراسة التي أعدتها حول العنف في المحيط المدرسي عن اتساع رقعة العنف بالمؤسسات التربوية بالجزائر، حيث فاق عدد الحالات المسجلة 25 ألف حالة، ووصل عدد حالات العنف المسجلة خلال السنة الدراسية 2010 2011 إلى 3543 حالة عنف بين تلاميذ الابتدائي وأكثر من 13 ألف حالة عنف في الطور المتوسط، وأكثر من03 آلاف حالة في التعليم الثانوي· وتكشف الإحصائيات، خلال نفس السنة الدراسية، عن وجود 201 حالة عنف من قبل تلاميذ الابتدائي ضد المعلمين والفريق التربوي، و2899 حالة عنف في المتوسط ضد الأساتذة، فيما تعرض 1455 أستاذ للعنف من قبل طلبة الثانوي، أما بالنسبة لحالات العنف ضد الأساتذة فقد تم تسجيل 1942 حالة عنف في الأطوار الثلاثة، وكشفت الدراسة عن تسجيل 521 حالة عنف بين الأساتذة أنفسهم· ساهم المحيط الاجتماعي والمحيط الخارجي للمؤسسات التربوية على انتشارها، بينما حصرت ممثلة وزارة التربية الوطنية لطيفة رمكي خلال عرضها لإحصائيات وزارة التربية الوطنية نسبة التلاميذ الذين يتعاطون المخدرات في 01,0 وهي نسبة ضئيلة على- حد قولها- دون أن تنفي خطورة تسجيل تعاطي التلاميذ للمخدرات في الوسط المدرسي والتي يتم ترويجها في شكل حبات حلوى، وكشفت ذات المتحدثة عن المخطط الاستراتيجي الوقائي الذي تسعى وزارة التربية لتجسيده للحد من هذه الظاهرة، قائلة أنه من الخطأ أن نحمل وزارة التربية الوطنية مسؤولية انتشار هذه الظاهرة لوحدها نظرا لوجود العديد من العوامل التي تساعد على تفشي هذه الظاهرة في الوسط المدرسي، وقللت ذات المتحدثة من خطورة تفشي هذه الظاهرة بتأكيدها أن نسبة العنف الممارس في المدارس لا تتعدى 1 بالمائة بالرغم من أن أعلى نسبة تسجل في الطور الإكمالي، مستدلة بإحصاء 30 ألف حالة عنف في الفترة الممتدة ما بين 2003-2004، وتشمل الدراسة التي أعدتها الوزارة بالتنسيق مع المصالح المعنية كل أشكال العنف الممارس، وبالرغم من اعتراف وزارة التربية الوطنية بظاهرة العنف في الوسط المدرسي إلا أن الإحصائيات التي عرضتها كانت محل انتقاد من قبل المشاركين في الملتقى باعتبار أنها بعيدة عن الوقائع الذي تعيشه المدرسة الجزائرية·