توفي، أمس السبت، المدرب الوطني الأسبق، عبد الحميد كرمالي، عن 82 بعد معاناته من المرض، وشاء المولى عز وجلّ أن يتوفى أسطورة الكرة الجزائرية - لاعبا ومدربا - في الذكرى ال 55 لميلاد فريق جبهة التحرير، حيث كان واحدا من رموز هذا التشكيل الذي ضحى بالنفس والنفيس دفاعا عن القضية الجزائرية العادلة ضد الإستعمار الفرنسي الغاشم.الشيخ عبد الحميد كرمالي مجاهد توّجته الكرة بطلا من الطراز العالي، تعتبر كلها محطات في تاريخ هذا الرجل سواء مع فريق جبهة التحرير الوطني أو الفريق الوطني بعد الاستقلال، وبعد هذه الإنجازات التاريخية والميدانية تقلد شيخ المدربين الجزائريين عدة مسؤوليات كمدرب وطني للأكابر والأواسط والفريق الوطني العسكري، وسجل مع هذه المنتخبات ألقابا عديدة وخرج على يديه الكثير من النجوم على غرار ماجر، صالحي عبد الحميد وآخرون كثيرون لذلك، يبقى عبد الحميد كرمالي نجم المدربين الجزائريين منذ الاستقلال إلى اليوم، حيث تتلمذ في مدرسته كبار المدربين الجزائريين وعلى رأسهم الشيخ رابح سعدان وغيره من المدربين الشباب الذين يقودون حاليا أغلب الأندية وفي جميع الأقسام، لذلك يبقى كرمالي دائما رمزا من رموز الكرة الجزائرية دون منازع نظرا لأجندته المليئة بالإنجازات التي تبقى شاهدة على المحطات التي مرّ بها منذ مداعبته الكرة وإلى اعتزاله الملاعب، كرمالي عميدا المدربين الجزائريين والمدرب الذي أهدى الشعب الجزائري الكأس الإفريقية الوحيدة في تاريخ الخضر في الدورة 17 التي احتضنتها الجزائر، وفاز في المباراة النهائية أمام نسور نيجيريا بنتيجة 1 – صفر أحرزه شريف الوجاني. عرف عن الشيخ كرمالي صرامته وانضباطه، في أداء عمله، حيث يعتبر مرجعا للكرة الجزائرية، يحب الفوز ويأبى الخسارة، صاحب شخصية هادئة ويعشق مدينة عين الفوارة مسقط رأسه، وقال عنه الكاتب الإعلامي عزالدين ميهوبي «كرمالي رجل مثقف وذكي ويملك الحيلة«. ولد عبد الحميد كرمالي يوم 24 أفريل 1931 بمدينة سطيف، وسط عائلة كانت تعيش ظروفا مزرية خاصّة بعد وفاة والده خلال الحرب العالمية الثانية حيث كان يحارب إلى جانب القوّات الإستعمارية، عندما كان يبلغ عبد الحميد عشر سنوات فقط. وبسبب الظروف الصعبة، لم يتمكّن عبد الحميد من الذهاب بعيدا في مشواره الدّراسي، ولم يكن آنذاك أيّ فرد من أفراد عائلته يتوقّع أن يرى عبد الحميد يداعب الكرة في يوم من الأيّام ويلعب في فرق شهيرة، لبّى عبد الحميد كرمالي نداء الوطن، والتحق بفريق جبهة التّحرير الوطني الذي حلّ بالعاصمة التونسية يوم 20 أفريل 1958، مشكلا من نجوم البطولة الفرنسية أبرزهم مخلوفي ومصطفى زيتوني، وقد ترك عبد الحميد كرمالي كلّ ما لديه بمدينة ليون الفرنسية من مال، وشهرة وبطولة ليتفرّغ لمخطّط جبهة التحرير الوطني، حيث غادر اللاّعبون الجزائريون، ومن بينهم كرمالي، مدينة ليون خفية، مرورا بسويسرا وإيطاليا، قصد إبعاد أيّ شبهة، ومن ثمّة التحق الجزائريون بتونس. لعب عبد الحميد كرمالي في البطولة الجزائرية، حيث عاد إلى فريقه الأوّل إتحاد سطيف، ثمّ لعب مع وفاق سطيف الذّي نال معه أوّل كأس جمهورية بعد الإستقلال، وكان كرمالي مسجل هدف الفوز من كرة ثابتة ضدّ ترجّي مستغانم الذّي نشط النهائي مع الوفاق. بعدها، وضع عبد الحميد كرمالي حدا لمسيرته الكروية، وانتقل إلى التدريب، حيث أشرف على عدة فرق من شرق البلاد، وبعض الفرق من الوسط والغرب منها ترجي مستغانم و مولودية الجزائر. كما درب فرق من الوطن العربي كالاتحاد الليبي، مرسة التونسي ورأس الخيمة الإماراتي. أفضل إنجاز قام به عبد الحميد كرمالي كمدرّب هو اللقب الوحيد للجزائر سنة 1990 حيث توّج «الخضر» أبطالا للقارة السمراء ونالوا كأس أمم افريقيا الوحيدة في تاريخ الكرة الجزائرية، عندما كان كرمالي مدربا للمنتخب