تمكن الجمهور الذي حضر نهاية الأسبوع للعرض الأول لمسرحية محمد العربي بن مهيدي من اكتشاف الوجه الأخر لهذه الشخصية الثورية البطلة المنتجة من قبل تعاونية إقبال للفنون الدرامية وأخرجه علي عبدون بمساعدة خليل قابوش إحياء للذكرى ال 68 لمجازر 08 ماي 45 .في أجواء استثنائية رسم فنانون شباب من عنابة تقاسيم “العربي” الشاب الثوري المناضل الذي ضحى بأغلى ما يملك من أجل استرجاع سيادة بلاده وانطلق العرض من خلال رحلة نحو الذاكرة متطرقا إلى رحلة شبابه عندما بدأت تبرز معالم قوة الشخصية وهو يطالب بالحرية والانعتاق من جبروت الاستعمار...وفي لوحات تتسم بالجدية تعود بنا إلى تاريخ حياته الحافلة بالمبادئ والقيم ويظهر العرض تدخل السلطات العسكرية الفرنسية لتوقيف أحد النشاطات الثقافية في إشارة لمقاربة الخشبة المسرحية بلعبة الحياة المقيدة ....من جهته عاد بنا المخرج إلى صور ومشاهد سينمائية حية كان العربي بطلها المغوار فمن المسرح إلى الرياضة إلى الثورة المسلحة ...مصرا على مقولته التاريخية “ارموا بالثورة إلى الشارع فإن الشعب سيحتضنها” رمى العربي بن مهيدي بحياته من أجل الثورة والحرية ....واحتضن 12 ممثلا أربعين دورا وفي ساعة ونصف كشفوا وجهه الخفي... إنها حق مسرحية جديرة بالفرحة والمتعة...لقد حلقت الجماهير دون ملل واستحسنوا التقنيات المستعملة فوصلت رسالته النبيلة الجمهور تفاعل بقوة مع العرض وعادوا إلى حياة طوى عليها التاريخ خمسين سنة ليعرفوا حقيقة أبطال ثورة نوفمبر لقد كانوا فنانين أيضا.