عبّرت المجاهدة ظريفة بن مهيدي، في تصريح ل “الجزائر نيوز"، عن تمسكها بشرط اعتذار فرنسا عن جرائمها في حق الجزائريين، وقالت إن تصريحات فرنسوا هولاند الأخيرة لا تتقبلها، لأنها لا تحمل نية الاعتراف التام بما اقترفته دولته الاستعمارية في الماضي. شقيقة الشهيد أكدت أيضا، بمناسبة الفاتح نوفمبر، أن أي عمل سينمائي عن الشهيد العربي بن مهيدي لا يحق لكاتبه أن يستعمل الخيال لسرد حياة البطل. قالت أرملة عبد الكريم حسني، إن زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة نهاية السنة، لا يجب أن تغفل الملف التاريخي بين البلدين، وأنه لا يمكن أن تقتصر اللقاءات على مجرد العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا، والاكتفاء بالاتفاقات السياسية والاقتصادية: “أنا ضد من يقول بتجريد الزيارة من ثقل الماضي، بل سيكون تشريفا لهولاند لو أنجز خطوة الاعتراف التام بجرائم وطنه في حق كل الجزائريين طيلة 130 عام، وسيكون قد طوى ملف العار الذي سيلاحق فرنسا طالما لم تعتذر وتعترف عن فداحة أخطائها"، تقول المتحدثة التي أردفت موضحة: “أتمنى أن يكون أكثر حكمة من سابقيه". وعن تصريحاته المتعلقة بمظاهرات 17 أكتوبر 61، وإعلانه صراحة بأن الشرطة الفرنسية قمعت المتظاهرين الذين خرجوا سلميا للمطالبة بحقهم في الحرية وتقرير المصير، علقت المجاهدة بالقول: “أي تصريح يأتي من طرف الدولة الفرنسية لا أقبله إلا بعد أن تتقدم بالاعتذار، ما عدا ذلك لا يسعني أن أتفهم أو أتقبل شيء من هولاند أو غيره"، مقللة بذلك من شأن بيان الإليزيه، الذي لا يحقق الثقل المرجو في نظرها دائما. عن احتفالات الجزائر بخمسينية الاستقلال، أجابت ظريفة بن مهيدي: “لحد الساعة أنا متحفظة بشأن هذا الاحتفال، فأنا لم أشارك في أي مناسبة التزاما مني بهذا الموقف، ثم لم أر أحدا كلف نفسه ودعاني لإحدى المناسبات". وعن إمكانية اغتنام فرصة الخمسينية، وإنجاز فيلم عن شقيقها العربي بن مهيدي، أوضحت المتحدثة أن عروضا كثيرة بلغتها ترغب في صياغة سيناريو يعكس حياة الرجل: “وصلني نص من إحدى الكاتبات وقرأتها وسجلت لها ملاحظاتي وتحفظاتي بشأن بعض المعطيات، وطلبت منها صراحة أن تحذفها إلا أنها رفضت ذلك ولم أتلق منها ردا بعد ذلك"، لتضيف: “أما الكاتب الثاني الذي سمعت بأنه بصدد التالي إلا أنه لم يتصل بي أحد". وعن شروطها وخياراتها في هذا الباب، فسرت المجاهدة موقفها بالقول: “أنا أرفض أن يكتب تاريخ العربي بن مهيدي بعيدا عن الواقع الذي عاشه، ولا أريد أن يجعل منه أي فيلم شخصية خيالية بحجة أن العمل فني يجوز فيه الخيال والإبداع. لا يمكن أن نكتب تاريخ بطل مثل بن مهيدي ونحصره في نص نصفه خياله في وقت نحن نبحث عن الحقيقة التاريخية أينما كانت"، لتردف: “العربي رجل وجد على أرض الواقع، شارك في الثورة وما زال بعض رفاقه على قيد الحياة، مسيرته وأسرته وطريقة استشهاده معروفة، تعلم القرآن في الزاوية وشارك في مظاهرات 8 ماي 45، وجاهد وواجه فرنسا بجنرالاتها بابتسامة أزعجتهم كثيرا، فلماذا نلجأ إلى الخيال لبناء قصة حياته؟" تتساءل في ختام قولها.