وحسب أحد الأطباء المختصين بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالأم و الطفل بسيدي مبروك فإن خطر تضاعف الإصابة بالأمراض المعدية يزداد من يوم إلى آخر، جرّاء استمرار الاكتظاظ بالمؤسسة، و تستّر بعض المريضات عن أمراضهن و بالأخص التهاب الكبد الفيروسي الذي يضطر الأطباء إلى إخضاع باقي المريضات إلى فحوصات و تحاليل مكثفة خوفا من انتقال العدوى إليهن، و هو ما اعتبره عبئا إضافيا يمكن تجنبه بإيجاد حلول للضغط الذي تشهده عيادة كما تتسبب البكتيريا في حالات وفاة كثيرة للنساء الحوامل بعد الولادة أو ما كان يعرف في وقت سابق ب»حمى النفاس» والتي أثبت العلم أنها ناتجة عن عدوى بكتيرية نتيجة عدم استعمال مقاييس النظافة والتعقيم من طرف الأطباء أو القابلات داخل مصلحة التوليد. و عن الأسباب الحقيقية وراء انتقال العدوى بين المريضات بعيادات الولادة قال محدثنا بأن الضغط الكبير الذي تشهده المؤسسة منذ سنوات، و بالأخص في السنوات الأخيرة ساهم في تفاقم المشكلة الصحية، موضحا بأن المركز نسبة إستقباله للمريضات تفوق ضعف قدرة استيعابه بثلاث مرات من طاقته الحقيقية، قائلا بأن سعة المؤسسة لا تتعدى 65 سريرا، لكن عدد المريضات يتجاوز المائة في أغلب الأحيان، حيث تفترش المريضات الأرض و تتقاسمن أخريات سريرا واحدا، ما يصعب الأمر على عونات النظافة ويشكل صعوبة في تنظيف المكان بالشكل اللائق بسبب أغراض المريضات المنتشرة هنا و هناك، هذا ولا تقتصر انتقال العدوى إلى المريضات فقط بل تمتد إلى العمال والأطباء حيث أن كل نقطة في المستشفيات تحولت إلى حقل للألغام البيولوجية، قد تصيب المريض أو الطبيب أو الممرض أو عون الأمن وحتى عمال الإدارة الذين يترددون أحيانا على الأقسام الاستشفائية، وهو الأمر الذي يتطلب تدخل المسؤولين على القطاع في أسرع وقت من أجل وضع حد لمثل هذه التجاوزات المميتة.