علمت «أخر ساعة» أن «محمد بودربالي» والي سكيكدة قطع عطلته السنوية فور علمه بحادثة خروج قطار عن سكته بالحروش و تسببه في انهيار عدة مساكن و عاد لمكتبه ليأمر بتشكيل لجنة تقصي الحقائق تقف عند الحادثة و السعي لمساعدة المتضررين و التكفل بهم ، و من جهة ثانية طالب العشرات من المواطنين من أصحاب الفيلات و السكنات المتضررة بالتفاتة من السلطات و التكفل بهم ، بعدما أصبحوا في لحظات بالشارع بعدما كانوا من ملاك المساكن الكبيرة ، كما عبروا عن معاناتهم من الصدمات النفسية جراء اقتحام القطار لمساكنهم ساعة بعد منتصف الليل ، ليتمكنوا من الفرار و اللجوء للجيران ، و لولا لطف القدر لكانوا أشلاء تحت عجلات القطار، و شددوا على ضرورة تعويضهم بأقصى سرعة ليتجنبوا التنقل بين المنازل و الاضطرار للجوء للشارع.و يتواصل تواجد أفراد الشرطة ، نفطال و الحماية المدنية بمكان الحادث بمخرج مدينة الحروش باتجاه أمجاز الدشيش للحيلولة دون استمرار توافد الفضوليين سيما و أن الخطر لايزال قائما في ظل استمرار تواجد القطار المنقلب و كميات كبيرة من المازوت منتشرة على الطريق و لمسافات كبيرة .حيث تسعى كل جهة للقيام بعملها للحيلولة دون حدوث تبعات للحادث المأساوي الناتج عن توقف الفرامل الخمسة عن العمل وفقدان السائق للسيطرة على القطار بمنطقة الكنتور مما تسبب في رجوعه للخلف لمسافة كبيرة و انقلابه بالمفرزة رقم 4 ببلدية الحروش متسببا في أضرار لخمس منازل حيث تعرضت لتشققات وانهيارات وانقلاب كلي لخمس عربات تحمل على متنها مادة القمح حمولة الواحدة منها 60 طن فيما انقلبت العربة السادسة جزئيا جميعها كانت متوجهة لولايات كل من بسكرة، برج بوعريريج و سطيف و انقلاب كلي لثلاث عربات تحمل مادة المازوت سعة الواحدة منها 60 مترا مكعبا. فيما انقلبت الرابعة جزئيا كانوا متوجهين لولاية باتنة فيما تعرض سائق القطار و مساعده المنحدران من ولاية قسنطينة و 3 آخرين من ولاية سكيكدة بينهم صاحب مسكن لجروح متفاوتة الخطورة و صدمات نفسية حادة. القطار كان يجر 10 عربات محملة ب 360 طنا من مادة القمح و 240 مترا مكعبا من الوقود من مادة المازوت كلها خرجت عن السكة التي تحطمت على مسافة 30 مترا. و تتواصل التحقيقات من قبل عدة جهات كالأمن ، و السكك الحديدية و نفطال لتحديد أسباب الحادث الذي استبعد أن تكون الحمولة الكبيرة وراءه ووجهت اتهامات لرداءة السكة ووجود مشاكل بها بدليل كثرة حوادث القطارات بالولاية. و كان الأمين العام لولاية سكيكدة المكلف بتسيير شؤون الولاية قد زار مكان الحادث رفقة مدير البيئة للاضطلاع على التفاصيل عن قرب. يشار إلى أن المجهودات الأولى طيلة اليومين الأولين للحادث ، ارتكزت على محاولة استرجاع المازوت المنسكب لحماية البيئة و السعي لحماية السكان ، قبل أن تنطلق أمس الجمعة محاولات لرفع العربات و القطار من محاصرة مخلفاته و تنظيف المنطقة من الركام.