عاد ملف النقل المدرسي ليلقي بظلاله القاتمة على تلاميذ عاصمة الكورنيش جيجل وكذا سلطات العديد من البلديات التي لازالت تسابق الزمن من أجل التكفل بهذا الملف الشائك والحساس بعد مرور أسبوعين عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد . ورغم أن الموسم الدراسي الجديد سيدخل أسبوعه الثالث اليوم الأحد الا أن أغلب الحافلات المخصصة للنقل المدرسي لم تشرع في العمل على مستوى بلديات ولاية جيجل الثماني والعشرين وخاصة البلديات الجبلية والمعزولة وهو ماأجبر الآلاف من التلاميذ على التوجه الى مؤسساتهم التعليمية على الأقدام أو عبر «الباشيات» التي احتلت مكان هذه الحافلات التي لازالت مركونة على مستوى حظائر هذه البلديات بعدما توقفت محركاتها عن العمل منذ أزيد من ثلاثة أشهر أو بالأحرى من نهاية الموسم الدراسي المنقضي .واذا كان هذا الحال بالنسبة للبلديات الجيجلية التي لم تشتغل حافلاتها المدرسية بعد فان بلديات أخرى أعلنت نهاية الأسبوع المنقضي عن اللجوء الى سياسة كراء حافلات الخواص من أجل سد العجز الذي تواجهه في مجال النقل المدرسي على غرار السطارة ، سيدي معروف ، أغبالة وحتى أولاد يحيى وهي البلديات التي خرج بها المئات من الأولياء والتلاميذ من أجل الاحتجاج على غياب حافلات النقل المدرسي وعجز المتوفر منها على احتواء جميع التلاميذ الذين أظنتهم متاعب التنقل اليومي نحو مؤسساتهم التعليمية سيرا على الأقدام وسط الأحراش والفيافي .يذكر أن المعلومات التي تحصلت عليها «آخر ساعة» من بعض رؤساء البلديات وكذا بعض المنتخبين خلال اعدادنا لهذا الملف أكدت بأن حوالي (30) بالمائة من مجموع حافلات النقل المدرسي بولاية جيجل أو بالأحرى بهذه البلديات توجد في مرحلة جد متقدمة من الإهتراء ومنها من تعذر اعادتها الى الخدمة بفعل الأعطاب التي لحقت بها خلال الموسم الدراسي المنقضي وهو مايجعل من تجديد الحظيرة الولائية للنقل المدرسي وتدعيمها بحافلات أخرى بمثابة ضرورة ملحة قصد التكفل الأمثل بالتلاميذ ووضع حد للمعاناة التي يكابدها هؤلاء على مدار أيام الأسبوع .