شدّد المصور الفوتوغرافي وعضو اتحاد المصورين التونسيين، عبد اللطيف العكرمي، في حوار خاص مع «آخر ساعة»، على أن الصورة ساهمت بشكل كبير في انتشار الثورات العربية والتعريف بها لبقية الشعوب والأمم، معتبرا في الوقت ذاته، بأن الثورة التونسية نجحت بفضل الصّور التي وثّقت لمختلف الأحداث التي عرفتها ثورة «الكرامة والحرية»، فلولا الصورة الفوتغرافية أو صور الفيديو إجمالا،كما قال، لما وصل تأثير الثورة إلى مختلف الأصقاع، خصوصا من خلال شبكات التواصل الإجتماعي، والفايسبوك تحديدا، الذي عرف نشر آلاف الصور التي قالت للعالم بأن هناك ثورة في تونس اسمها «ثورة الياسمين». كما يعتقد «العكرمي» بأن الثورة التونسية لم تندلع شرارتها في 17 ديسمبر أو 14 جانفي، وإنما لها جذور أقدم تعود لسنة 2008 ، من خلال الحراك الاجتماعي والإضرابات التي عرفها «الحوض المنجمي» بولاية قفصة، حيث بدأت وقتها التحركات حتى وصلت للذروة في 14 جانفي، اليوم الذي غادر فيه الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، البلاد، وهو نفس اليوم الذي عرف بداية الحديث عن وجود ثورات فعلية في الوطن العربي. و أوضح المصور التونسي المختص في دراسة تأثير التقنيات الجديدة على الصورة، بأن هذه الأخيرة ، وإلى وقت قريب،كانت تعاني من التهميش ولا تحظى بالاهتمام الكافي في الوطن العربي ، لكن مع الخبرة وعزيمة الشباب فقد أخذت تتطور بشكل كبير، وإن كان هناك تفاوت طفيف من بلد لآخر، خصوصا في ظل التطور الهائل في تقنيات ووسائل التصوير التي تمنح للمصور الأريحية والسهولة الكافية لالتقاط الصور التي يرغب فيها، زيادة على أن التصوير صار يدرس كتخصص مستقل في المعاهد والجامعات العربية ويحظى بالدراسة العلمية، مع ارتفاع الإقبال على إقامة المعارض والصالونات المحلية والدولية التي تحتفي بالصورة الفوتوغرافية. للإشارة، فقد ألقى «العكرمي»، محاضرة بعنوان «الصورة التوثيقية بين التحوير والتحريف» على هامش الصالون الوطني الثاني للصورة الفوتوغرافية، الذي احتضنته دار الثقافة لميلة قبل أيام، بمشاركة العديد من المصورين الهواة والمحترفين القادمين من مختلف ولايات الوطن.