كاتب حداثي من طرفي خفي، يتسم سرده “بتكنيك” معقد، وتجريد فلسفي رحيب، على سلاسة تستبيح المتلقي وتستبلده ولا ترُجُّه رجّا . السعيد بوطاجين، مثقف حداثي مجدِّد متعدد المداخل، أبدع في القصة والرواية وترجمة الرواية والنقد السيميائي والنقد السينمائي. هو أيضا كاتب عمود محنَّك ورئيس تحرير مقتدر ومؤسس لهيئات ثقافية فاعلة. يوزع حياته بنكران ذات بين الجامعات الجزائرية، فأينما يممت وجهك تجدْ له أياد بيضاء، وظلالا وارفة، على الطلبة والأساتذة وأصدقاء الإبداع والشباب الحالمين بتحقيق الذات. الجانب الإنساني في السعيد بوطاجين، وتواضعه الكبير، وأريحيته النادرة، وخدماته الجُلى أكبر من أن تُحصر في كلمة احتفائية واحدة. فعلا، إنه رجل جُمع فيه ما تفرق في غيره، لذلك حظي باهتمام خاص من قبل الأكاديميين، فأنجزت حول أعماله الإبداعية رسائل ماجستير ودكتوراه؛ كما حظي بتكريمات متتالية، فقد خصته جامعة خنشلة بكتاب تكريمي يحمل عنوانا دالا جدا: “النص والظلال” 2009، وكانت الدورة الرابعة للملتقى الوطني مالك حداد بقسنطينة (2011)، محطة خاصة لتجديد الانتباه إلى مثقف استثنائي برصيده الإنساني والمعرفي. وها نحن اليوم مع محطة تكريمية أخرى بأغادير، حيث تغمرنا سعادة بلا ضفاف ونحن نستقبل اِسما وازنا في القصة والترجمة والرواية والنقد والإعلام، إنه صاحب أطروحة: “النقد الجديد: المصطلح النقدي والترجمة” جامعة الجزائر، .2007 الدكتور السعيد بوطاجين صاحب دراسات مهمة في السيميائيات والترجمة، نذكر منها: الاشتغال العاملي: دراسة سيميائية لرواية “غدا يوم جديد” لعبد الحميد بن هدوقة، 2000. السرد ووهم المرجع: مقاربات في النص السردي الجزائري الحديث، 2006. ولعل رسوخ قدمه في حقلي الترجمة والسيميائيات، لا يتجلى فقط في ما قدمه من دراسات سيميائية وأبحاث في الترجمة، وما أقدم عليه من ترجمة لأعمال روائية شهيرة، بل أيضا في كونه من مؤسسي رابطة السيميائيين الجزائريين، جامعة سطيف، الجزائر، 1998. وبيت الترجمة، 2006. واتحاد المترجمين الجزائريين. وهنا أحب أن أستقصي بعض المحطات الأخرى المهمة في حياته الإبداعية والثقافية، لا سيما وأن طلبتنا اليوم على أهبة تسجيل أطاريحهم الجامعية. ولعل مناسبة تكريمية مثل هذه كفيلة بخلق انتباهات لدى الباحثين تسعفهم في العثور على الموضوع المناسب للدكتوراه. تجدر الإشارة إلى أن القيمة الإبداعية للسعيد بوطاجين هي التي مكنته من تقلُّد مهام: رئيس سلسلة “سحر الحكي” القصصية، الجزائر، 1995 2009 رئيس تحرير مجلة القصة ومؤسسها برئاسة الطاهر وطار، الجزائر، 1998 2000. رئيس تحرير مجلة الثقافة، وزارة الثقافة، الجزائر، 200 2002. رئيس تحرير مجلة الخطاب، الجزائر، 2005 2007. مدير مجلة التبيين، الجزائر، 2006 2007. رئيس تحرير مجلة المعنى ومؤسسها بجامعة خنشلة. رئيس تحرير مجلة آمال بوزارة الثقافة. رئيس تحرير وعضو مؤسس لمجلة الخطاب بجامعة تيزي وزو. مستشار علمي ومؤسس مجلة معارف بجامعة البويرة.