من المنتظر أن تتدعم المدينة الجديدة علي منجلي، قريبا بوحدات جديدة للكشف الصحي المدرسي بالمؤسسات التعليمية التي توشك أشغال إنجازها على الانتهاء، بقصد النهوض واستدراك النقص الحاصل في الهياكل، حيث أكدت مصادر من مديرية الصحة أنه سيتم تدعيم هذه الوحدات بالوسائل والطاقم الطبي الضروريين لضمان النشاطات الأساسية الخاصة التأطير الطبي وشبه الطبي والنفسي للأطفال المتمدرسين، خاصة وأن التوافد الكبير للتلاميذ المتمدرسين على مدينة علي منجلي فرض تحيين انتشار وحدات الكشف الطبي المدرسي، كما أن مراجعة خريطة هذه الأخيرة بالولاية، ستسمح بتحقيق أفضل تغطية صحية مدرسية، وتضيف المصادر أن كل وحدة كشف تتكفل بحوالي 6 آلاف تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث يتعين عليها القيام بزيارة طبية واحدة على الأقل في السنة لكل مؤسسة تعليمية تندرج ضمن اختصاصها، يؤطرهم أطباء عامون وأطباء عيون وأسنان وكذا أطباء نفسانيون يضمنون المتابعة، كما يتم توجيه الأطفال المتمدرسين في حالة الضرورة نحو أطباء أخصائيين المؤسسات الاستشفائية لإخضاعهم لفحوص معمقة.هذا و لا يزال قطاع التربية بولاية قسنطينة، يواجه عدة نقائص في قطاع الصحة المدرسية، رغم توفير مديرية التربية بالتنسيق مع مديرية الصحة للولاية قرابة 45 وحدة للكشف الطبي المدرسي منتشرة عبر المؤسسات التعليمية والتي باتت غير كافية وتسجل عدة نقائص، تؤثر على العملية التربوية، حيث يقف الزائر لوحدات الكشف على وضع غير مريح لهذه الهياكل، التي تنعدم في بعضها أجهزة التدفئة زيادة على قدم العتاد، على غرار الأرائك القديمة لمعالجة الأسنان وحقيبة الطبيب ووسائل الكشف السيكولوجية والأورطوفونية، ونقص النظافة بالمراحيض والمطاعم، مما ينعكس سلبا على صحة التلميذ.هذا وأكد لنا مسؤول بمديرية التربية عن مشكل نقص الأطباء المختصين مما حال دون التكفل في غالب الأحيان بتلاميذ المؤسسات التربوية، خاصة الأطباء النفسانيين بالدرجة الأولى بالنظر إلى المشاكل النفسية المتعددة التي يواجهها تلاميذ المدارس كصعوبة النطق، التبول اللاإرادي، ضعف البصر، وغيرها من المشاكل التي تتطلب تكفلا طبيا ونفسيا، ضف إلى ذلك قلة الأطباء المختصين في جراحة الأسنان والذين لا يزيد عددهم عن 45 جرّاحا عبر وحدات الكشف والمتابعة الطبية، مما جعل عدد مرات فحص التلاميذ ضئيل بالنسبة للطب العام وطب الأسنان، حيث يقتصر على مرة واحدة في العام عوض مرتين في الفصل. من جهتهم أثار بعض أولياء التلاميذ مشكل افتقار عديد البلديات لوحدات كشف الطبي المدرسي، حيث أكدوا أن أبناؤهم، بسبب عدم توفر وحدات الكشف يلجأون للكشف والفحص بهياكل الرعاية الصحية الجوارية، بالنظر إلى نقص عدد الوحدات وقلة التغطية الصحية خاصة في بعض المناطق الريفية، فضلاً عن غياب تكوين الأطباء المكلفين بفحص ومتابعة صحة التلاميذ خاصة أن معظمهم يلتحق بمنصب عمله مباشرة بعد تخرجه من الجامعة.