أعلن رئيس جبهة العدالة و التنمية، عبد الله جاب الله، رسميا مقاطعة الانتخابات الرئاسية، مرجعا القرار إلى مااعتبره انعدام شروط النزاهة والشفافية، مما سيجعلها أسوأ من السابقة، وقال بأن أفضل خدمة للحق هو مقاطعة الباطل، داعيا الطبقة السياسية والإعلامية والمثقفين إلى توحيد أصواتهم ورفض الأمر الواقع. ساق جاب الله خلال افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى بمقر الحزب، امس، عددا من المبررات التي دفعت بحزبه إلى العزوف عن المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وهو القرار الذي رسمه فيما بعد أعضاء مجلس الشورى الذين عقدوا اجتماعا مغلقا نهار أمس، وقال بان الانتخابات في الجزائر في ظل هذه الظروف ستكون أسوا من السابقة، وذلك بعد أن أعطى حصيلة سلبية لفترة حكم «بوتفليقة» التي اتسمت حسبه باستشراء الفساد في مختلف مناحي الحياة، وأكد جاب الله بان جبهة العدالة والتنمية دعت منذ 5 جويلية الماضي إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، في حال عدم توفر شروط ضمان انتخابات حرة ونزيهة، وهو ما وقفت عليه هذه التشكيلة، وقال بأن قراره بعيد عن سياسة الكرسي الشاغر، مذكرا بمشروع قانون الانتخابات الذي اقترحته المجموعة النيابية لحزبه، والذي أوكل مهمة الإشراف على العملية الانتخابية منذ بدئها إلى غاية الإعلان عن النتائج إلى هيئة مستقلة، والذي ما يزال حبيس أدراج مكتب المجلس الشعبي الوطني.وعاد جاب الله مرة أخرى ، إلى تصريحات الأمين العام للأفالان عمار سعداني، التي قال عنها بأنها كشفت عن صراع بين مؤسستين هي من بين أهم مؤسسات الدولة، وهما الرئاسة والأمن العسكري، وان باطنه هو صراع على المصالح، في حين ان الشعب هو من يدفع الثمن، ووصف التصريحات الأخيرة للجنرال المتقاعد «حسين بن حديد» بالخطيرة، لذا يجب ان يتبعها فتح تحقيقات، لانه أثار ملفات جد حساسة، من بينها نهب 49 مليار دينار منذ أن تولى الرئيس بوتفليقة الحكم، « فهذا تصريح في منتهى الخطورة»، وأضاف:» على الشارع والساسة والإعلاميين أن يصرخوا في الشوارع للمطالبة بثرواتهم و لم يتوان جاب الله، في دعاة ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وقال بان انتخابات سنة 90 كانت الأنظف والأشرف من جميع الانتخابات التي تلتها، مما يعني بان البلاد تسير نحو الأسوأ، ووصف وضع الساحة السياسية بأنها انقسمت إلى احزاب الولاء التي رفعت شعار العهدة الرابعة «حيا أو ميتا»، دون مراعاة شروط الترشح للرئاسة، رغم أنها جد بسيطة بالنسبة للدستور الجزائري، من بينها السلامة البدنية، وكذا مصلحة الأمة، وهنا طرح جاب الله تساؤلا على أعضاء مجلس الشورى قائلا لهم:» هل يعقل أن يتقدم لقيادة الأمة من ليس قادرا على خدمة نفسه؟، مع ان المرض ليس عيبا، ولكن العيب أن لا يعرف المريض قدر نفسه، وأن لا يعرف أهله قدر وضعه»، معتقدا بان محيط الرئيس يزجون به نحو عهدة رابعة، « فأي ضمير وخلق يدفعهم إلى هذا السلوك واي مصلحة»، علما ان جبهة العدالة والتنمية تعتبر، في حين يرى أن المجموعة الاخرى رتبت لها ادوار مسبقة، ويقصد مجموعة الأحزاب التي تقوم بلعب دور المعارضة.