أعلن عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، عن مقاطعة حزبه للانتخابات المحلية، وعبر عن رفضه للتشكيلة الحكومية الجديدة، لأنها تمثل بالنسبة له استمرارية للوضع السياسي القائم، متهما ما أسماهم ”أحزاب الولاء” الفائزة بالأغلبية في الانتخابات التشريعية بالتواطؤ في قبولها، كما تحدث عن انتهاء عضويته في الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية، لأن مهمتها كانت محصورة في اتخاذ موقف محدد من الانتخابات التشريعية. واتهم رئيس جبهة العدالة والتنمية، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر حزبه، الأحزاب الحائزة على الأغلبية البرلمانية، في إشارة إلى حزب جبهة التحرير الوطني، بسكوتها على الحكومة الجديدة رغم عدم إشراكها فيها، لأنها في نظره، لا تمثل أغلبية حقيقية وحصلت عليها بالتزوير وإلا لما سكتت عن عدم إدراجها في الطاقم الحكومي، مشيرا إلى أن جبهة العدالة والتنمية رفضت حقيبتين وزاريتين عرضتا عليها، وأن الحكومة الجديدة ليست حكومة التغيير التي يريدها الشعب. وقلل جاب الله من الانعكاسات السلبية لقرار المقاطعة على مستقبل حزبه وشعبيته، قائلا ”نحن وجدنا قبل التعددية الحزبية و ليس الانتخابات هي التي ستزيد أو تنقص من قدرنا”، موضحا أن ”النضال السياسي ليس عملا انتخابيا فحسب وإن المقاطعة لا تعني الاعتزال السياسي”. وقال رئيس جبهة العدالة والتنمية إن مقاطعة الانتخابات المحلية، قرار اتخذه مجلس الشورى الوطني المنعقد في دورة استثنائية بولاية الطارف يوم الخميس الفارط، بعد مناقشات مستفيضة حول الوضع السياسي العام وإفرازات ما يعتبره الحزب ”مسرحية التشريعيات”. ومن أهم ما سجل في هذه النقاشات - حسب البيان - الذي تلاه جاب الله على الصحافة الوطنية، ”تعمق انفصال السلطة عن الشعب بسبب الفساد الإداري والمالي، والظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي”، وكذا ”استمرار النظام في سياسة تكسير مؤسسات الدولة وتشويهها، بما أشاعه فيها من تقاليد البيروقراطية والرشوة والولاء الأعمى لصاحب القرار..”. كما لاحظ مجلس الشورى، تواصل سياسة إفساد الساحة السياسية بتكسير الأحزاب وشراء ذمم قادتها ذوي الاستعداد للترويض، ووضع العراقيل أمام أحزاب المعارضة وتشجيع التمرد عليها واتهام رجالها بأنهم بلا برامج ولا خبرات، ليغرقوا في دوامة الفتن والاضطرابات الداخلية. كما اتهم الحزب السلطة باحتكارها تنظيم الانتخابات ورفض كل المحاولات الداعية إلى إسناد ذلك إلى هيئة وطنية مستقلة، تسند لها صلاحية تنظيم الانتخابات والإشراف عليها منذ تاريخ استدعاء الهيئة الناخبة وإلى غاية الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات. ولعل من بين الأسباب التي دفعت بحزب جاب الله إلى مقاطعة الانتخابات المحلية، وفقا لما خلص إليه مجلس الشورى، هو ”التزوير المستمر للانتخابات وخاصة تشريعيات 01ماي، التي كانت نموذجا صارخا في استخفاف السلطة برأي الشعب”، وعدم الاستجابة لمطالب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التشريعية المتعلقة بشروط تنظيم انتخابات نزيهة.