قررت جبهة العدالة والتنمية مقاطعة الانتخابات المحلية التي ستجري بالجزائر يوم 29 نوفمبر القادم، وأرجعت أسباب اتخاذ هذا الموقف غير المسبوق إلى حد الساحة بانعدام إرادة سياسية لتنظيم انتخابات نظيفة تعبر عن إرادة الشعب. أعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله عدم مشاركة حزبه في انتخابات تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية المزمع تنظيمها يوم 29 نوفمبر القادم، وارجع أسباب هذا القرار الذي اتخذه المجلس الشوري الوطني بالإجماع لعدم توفر شروط تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة. وعدد عبد الله جاب الله في ندوة صحفية نشطها الثلاثاء بالمقر الوطني للحزب بالشراقة بالجزائر العاصمة، ثمانية(8) أسباب لقرار المقاطعة الذي تكون تشكيلته سباقة في اتخاذه ضمن أكثر من40 حزب سياسي معتمد معني بهذا الاستحقاق الانتخابي. وقال القيادي بجبهة العدالة والتنمية شمس الدين حكيمي ل "الشروق أون لاين" الثلاثاء أن قرار مقاطعة الانتخابات المحلية القادمة اتخذ بالإجماع في اجتماع المجلس الشوري الوطني الجمعة 7 سبتمبر وأعلن عنه اليوم. وتخوض جبهة العدالة والتنمية حملة مقاطعة حسب الإمكانات المتاحة، بشرح أسباب ومبررات موقفها عبر مختلف المنابر الإعلامية واللقاءات مع المناضلين وقواعد الحزب. ولم يسبق لتنظيم جاب الله السياسي أن قاطع أية انتخابات منذ ما يعرف بتنظيم حركة النهضة التاريخي. ويعتبر موقف كهذا نقطة تحول في مواقف جاب الله ومحيطه القيادي، ويعبر الموقف صراحة على فقدان هذه التشكيلة الحزبية أية أمال في التغيير عن طريق الصندوق. ويشارك في الانتخابات القادمة أكثر من 40 حزب سياسي، ستتنافس على عضوية 48 مجلس ولائي و1451 مجلس شعبي بلدي، تحت مخاوف هيمنة الأحزاب الكبرى وعلى رأسها حزب جبهة التحرير الوطني بفعل شرط النسبية الوارد في القانون العضوي المتعلق بالانتخابات والذي بموجبه يقصى أي حزب لا يحوز على 7 بالمائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات المحلية. وأبدت وزارة الداخلية نيتها في مراجعة هذه النسبة بعد شعورها بتكرار سيناريو الانتخابات التشريعية التي جاءت بفوز غير متوقع لحزب جبهة التحرير الوطني رغم ما يعرفه من صراعات وتطاحن داخلي.