احتضنت، مساء أمس، قاعة «حرشة حسان» بالجزائر العاصمة تجمعا دعت إليه جبهة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وذلك بحضور العشرات من أنصار هذه الأخيرة وأهالي المفقودين في العشرية السوداء.انطلق تجمع المقاطعين، في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر، بدقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة وضحايا الأحداث التي شهدتها ولاية غرداية، وذلك وسط تواجد كثيف لمصالح الأمن في ساحة أول ماي المتواجدة بالقرب من القاعة الرياضية التي احتضنت التجمع، الذي ارتفعت أصوات المشاركين فيه بأهازيج تطالب بالمقاطعة. جيلالي سفيان رئيس حزب «جيل جديد» كان أول المتدخلين، حيث قال بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يفكر إلا في نفسه، كما انتقد عبد المالك سلال وعمارة بن يونس حيث قال عنهم بأنهم يسبّون الشعب، وذلك قبل أن يعطي الكلمة لمحسن بلعباس رئيس حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، الذي قال بأن تجمع «حرشة حسان» هو انطلاقة حقيقية نحو التغيير الذي قال بأنه لا يعطى بل «ينتزع». ولم تختلف كلمة محمد دويبي عن حركة «النضهة» عن سابقيه، حيث قال بأن الجماهير التي حجت إلى قاعة حسان لم تأت مقابل الأموال بل جاءت لتقول لا لتزوير الانتخابات، وأضاف: «لقد طلبنا ضمانات على السير الحسن للانتخابات لكن النظام رفض وهو ما دفعنا للدعوة إلى المقاطعة«، أما عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية، فقد أشاد بهبة سكان الشاوية، الذين قال بأنهم كسروا جدار الصمت، وذلك في إشارة منه للاحتجاجات التي شهدتها ولاية باتنة، أول أمس، قبل أن يعرج على الانتخابات عندما قال بأن الإدارة ليست حيادية والعدالة ليست مستقلة، مضيفا أنه لا توجد مؤسسة بإمكانها مراقبة النظام في الجزائر، معتبرا أن أبسط شيء يمكن القيام به من أجل الوقوف أمام ذلك هو مقاطعة الانتخابات وقال: «أتمنى أن ينسحب جميع المترشحين من الانتخابات.. يجب على النظام أن يتوقف عن الكذب باسم الديمقراطية»، ووصلت الكلمة بعدها عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، حيث اعتبر أن من يحكمون الجزائر هم من يشكلون خطرا عليها، وأضاف أنهم اجتمعوا اليوم لتحذير الجزائريين من أن بلادهم في خطر، كما اتهم النظام بزرع الفتنة في غرداية و في بلاد الشاوية بالإضافة إلى سب الجزائريين. من جهته أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق والمترشح المنسحب من سباق الرئاسيات، فقد دعا الجزائريين في كلمة مقتضبة إلى صناعة مستقبلهم بأيديهم. للإشارة فإن هذا التجمع عرف حضور علي بلحاج القيادي السابق للجبهة الاسلامية للانقاذ بالإضافة إلى سعيد سعدي و شخصيات سياسية أخرى.