اختلطت الشعارات السياسية للمشاركين في تجمع حرشة حسان امس، فراح حشد من المشاركين في التجمع يهتفون بشعارات إسقاط النظام ويطالبون بمرحلة انتقالية لإقامة جمهورية ثانية، بينما رفع متظاهرون آخرون في الطرف الآخر من نفس القاعة شعارات "إيمازغين.. إيشاوين....أسا ازكا سعدي يلا يلا.. ولاش السماح ولاش..". فيما فاجأ الرقم الثاني في الفيس المحل الشيخ علي بلحاج، الجميع بدخوله رفقة بعض أنصاره القاعة، في محاولة منه لأخذ الكلمة وراح أنصاره يهتفون بشعارات تعود إلى زمن الفيس في التسعينات، "الجيش الشعب معاك يا بلحاج. يا بلحاج يا عباس الجبهة هي الأساس.. الجزائر دولة إسلامية... الله اكبر الله أكبر، عليها نحيا وعليها نموت، لا إله إلا الله"، ما جعل تجمع المقاطعين بقاعة حرشة حسان يخرج عن حيز مقاطعة الانتخابات الرئاسية، ليأخذ أبعادا أخرى، إلا أن المنظمين منعوا علي بلحاج من التقدم إلى المنصة وإلقاء كلمة وسمحوا له بالمشاركة فقط في التجمع رفقة أنصاره. وحضر عدة آلاف من المقاطعين للرئاسيات وأنصارهم والمتعاطفين معهم الى قاعة حرشة حسان، وألهب الرئيس السابق للتجمع الوطني للثقافة والديمقراطية سعيد سعدي القاعة الذي فاجأ الجميع بدخوله غير المتوقع، إلى جانب الناشط الحقوقي علي يحي عبد النور، والرئيس السباق لحركة النهضة فاتح ربيعي، إلا أن الأغلبية الساحقة من المشاركين في التجمع كانوا من نشطاء حركة مجتمع السلم، وبدا ذلك واضحا من خلال تصفيقاتهم وهتافاتهم عند تدخل رئيس الحركة عبد الرزاق مقري. بينما تعمد بعض المتدخلين التابعين للأحزاب المقاطعة شحن القاعة من خلال إطلاق بعض الشعارات الحماسية عبر مكبرات الصوت، لتسخين المتظاهرين وإلهاب حناجرهم بالهتافات. وتداول على المنصة قادة الأحزاب المقاطعة، رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري والمترشح المنسحب رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، ورئيس الأرسيدي محسن بلعباس، ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ورئيس حركة النهضة محمد دويبي، والمترشح المنسحب ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، حيث ألقوا خطابات مشحونة بالشعارات الحماسية الداعية إلى الانتفاض على السلطة الحاكمة، والإطاحة بالنظام، الذي وصفوه بالفاسد والفاشل والحڤار، والمزور، والفتان، ووصف عبد المالك سلال وأحمد أويحي وبلخادم وباقي الوزراء باللصوص الذين نهبوا ثروات البلاد وأموال الشعب وما إلى ذلك من التهم والشتائم التي أطلقوها على رجالات الدولة، وعلى السلطة في شعاراتهم وهتافاتهم. وشهد محيط قاعة حرشة حسان بالعاصمة، تعزيزات أمنية هائلة طوقت قاعة حرشة وانتشرت على طول الشارع الموازي لمكان التجمع، وأجبرت الحافلات المقلة للمشاركين في التجمع والتي قدمت من مختلف الولايات على إنزال ركابها بعيدا عن القاعة، بسبب عدم توفر مساحة كافية لتوقف كل ذلك العدد الهائل من الحافلات.