أكدت مصادر دبلوماسية بواشنطن أن إدارة أوباما تجاهلت الطرح المغربي القائم على فكرة "الحكم الذاتي" في الصحراء الغربية ولم تصبح تدعمه ، وقالت إن البيت الأبيض لم يعد يعتبر نفسه ملتزما بالتأييد الذي قدمته إدارة بوش لهذا المقترح،وهو ما ذهب بتقارير أخرى إلى استنتاج أن المغرب يعيش حالة من القلق بسبب الموقف الأمريكي الجديد، وفي سياق آخر أوضحت مصادر قريبة من المبعوث الأممي كريستوفر روس أن الجزائر أبلغته أن قضية الحدود الجزائرية المغربية لم تطرح في أي مباحثات مع المغرب. حسب صحيفة "القدس العربي" التي أوردت الخبر فإن الأوساط الرسمية المغربية تتحفظ عن الإجابة على التساؤل حول تغييرات بدأت تظهر ملامحها في موقف واشنطن من نزاع الصحراء الغربية ونزوعها نحو حيادية أكثر بين المغرب وجبهة البوليساريو وتقليص دعمها فكرة "الحكم الذاتي" التي طرحها المغرب لتسوية النزاع. وقالت تقارير صحافية من واشنطن أن السلطات المغربية "تعيش منذ شهر جوان الماضي حالة من القلق الشديد من تراجع موقف الولاياتالمتحدة الداعم لمبادرة "الحكم الذاتي"تحت السيادة المغربية كحل دائم ونهائي للنزاع مع جبهة البوليساريو. ونقلت صحف مغربية عن صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن سبب القلق المغربي يعود إلى أن البيت الأبيض كلف وزارة الخارجية بدعم جهود الأممالمتحدة للوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو لطرح كل الخيارات الممكنة لحل مشكلة الصحراء بما في ذلك خيار إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية. ويراهن المغرب على تأييد كل من باريس وواشنطن لمبادرته، وقالت أوساط رسمية ل"القدس العربي" إن المغرب يعتقد أن لكل من باريس وواشنطن مسؤولية معنوية للوصول بالنزاع إلى تسوية على أرضية المبادرة المغربية كون المبادرة التي أعلنها المغرب 2006 صيغت بالتنسيق بين الرباط وباريس ولقيت قبل تقديمها رسميا للأمم المتحدة خريف 2007 تشجيعا من الإدارة الأمريكية. وأوضحت المصادر أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس أبلغت وفدا مغربيا رفيعا ضم عدداً من الوزراء التقته قبل الصياغة النهائية للمبادرة أن بلادها ستدعم المقترح المغربي إذا ما تضمن أفكارا جادة مسؤولة وقابلة للتطبيق وأن نسخة من الصيغة النهائية سلمت لوزارة الخارجية الأمريكية ولقيت ترحيبها قبل تقديمها رسميا لمجلس الأمن الدولي. ونقل عن مصادر دبلوماسية بواشنطن "أن إدارة أوباما تجاهلت المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، وأن البيت الأبيض لم يعد يعتبر نفسه ملتزما بالتأييد الذي قدمته إدارة بوش لهذه المبادرة"، و"إن الولاياتالمتحدة "لم تعد تدعم أو تؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية، وأنها عادت إلى ما قبل موقف بوش، وأنه يمكن أن تكون هناك دولة مستقلة لجبهة البوليساريو في الصحراء". وأكدت صحيفة "وورلد تريبيون" السبت الفارط أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تخلى عن سياسة سلفه جورج بوش إزاء حل قضية الصحراء وبات أقرب إلى تبني أطروحة جبهة البوليساريو الداعية إلى إجراء الأممالمتحدة لاستفتاء يقرر من خلاله الصحراويون مصيرهم في دولة مستقلة أو الاندماج بالمغرب وهو ما يعني التخلي عن خطة الحكم الذاتي المغربية التي تبنتها حكومة سلفه جورج بوش، وقالت إن "الحكومة المغربية باتت تشعر بقلق بالغ إزاء تراجع الولاياتالمتحدة، وهو ما يفتح المجال للتساؤل عما إذا كان أوباما شخصيا ملتزما بأي شيء كان قد حظي بموافقة سلفه". وفسر المراقبون عدم استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس للمبعوث روس خلال جولته المغاربية بأنه تعبير عن الانزعاج المغربي من أفكار يطرحها للعودة إلى طاولة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقالت مصادر مطلعة بالرباط أن روس الذي وصل بعد مباحثات مع المسؤولين المغاربة بالرباط إلى مدينة وجدة حيث كان العاهل المغربي انتظر حتى اللحظة الأخيرة استدعاءه للقاء العاهل المغربي وهو ما لم يتم. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية بالرباط تضيف صحيفة "القدس العربي"أن الإدارة الأمريكية حريصة على إنجاح مهمة كريستوفر روس لإنهاء النزاع الصحراوي من خلال اتخاذ موقف أكثر حيادية تشجع جميع الأطراف على التعاون معه. من جانب آخر، نقل عن مصادر مقربة من روس أن المسؤولين الجزائريين أبلغوه خلال الزيارة التي قادها نهاية الشهر الفارط إلى المنطقة أن قضية الحدود المغلقة ليست مطروحة على جدول أعمال أي مباحثات مغربية جزائرية.