كشفت مصادر أمريكية على صلة بالتوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، أن الرئيس باراك أوباما لم يجدد دعم إدارته لخيار الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية.وأكدت المصادر الأمريكية بأن إدارة الرئيس الجديد تخلت عن دعم خطة الحكم الذاتي المغربية منذ شهر جوان الماضي وأن البيت الأبيض أمر كتابة الدولة للخارجية بأن تفسر جهود الوساطة الأممية بين المغرب وجبهة البوليزاريو على أنها تشمل خيار إقامة دولة مستقلة. وأضافت هذه المصادر في مقال مطول نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" في واشنطن أن الرئيس الأمريكي الجديد لم يضمن رسالته الأخيرة إلى الملك محمد السادس أية إشارة إلى فكرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية على عكس مواقف سابقه جورج بوش واكتفى فقط بالإشارة إلى تأييده لكل مسعى يرمي إلى التوصل إلى حل مقبول من الجانبين وفي إطار الأممالمتحدة. وكتب الرئيس اوباما في رسالته إلى الملك محمد السادس الاسبوع الماضي "أتفق مع التزامكم بالمفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة والتي تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل"في اشارة إلى طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو. ولكن الرئيس الامريكي شدد الاشارة في المقابل بالتأكيد على أن حكومتي "ستعمل مع حكومتكم ومع أطراف أخرى بالمنطقة من أجل التوصل إلى حل يستجيب لحاجيات السكان فيما يخص الشفافية والثقة في دولة الحق والقانون وإدارة عادلة ومنصفة" وهو ما يعني أن خيار الحكم الذاتي لن يكون بالضرورة هو الحل الامثل لإقامة القانون والحق بالنسبة للشعب الصحراوي. وأكدت هذه المصادر أن كريستوفر روس الموفد الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية الذي حل بالرباط في آخر جولة مغاربية له إلى المنطقة قبل اسبوع استغلها لممارسة ضغوط متزايدة على السلطات المغربية قصد الحصول على تنازلات مغربية لصالح البوليزاريو التي هددت بالعودة إلى حمل السلاح ضد الاحتلال المغربي في حال استحال تحقيق مطالب الشعب الصحراوي بعد 35 عاما من النضال. وقالت هذه المصادر بأن روس حث المغرب على ضرورة قبول طلب جبهة البوليزاريو بأن تقوم الرباط بتخفيف قبضتها الأمنية التي تمارسها ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة كشرط لمواصلة المفاوضات. ويبدو أن المغاربة أرادوا عدم تلبية هذا الطلب بدعوى انه يتعارض مع نص لائحة مجلس الأمن الدولي الصادرة نهاية شهر أفريل الماضي والتي اكدت على مفاوضات غير مشروطة. وأكدت هذه المصادر أن باراك أوباما ايد فكرة إقامة دولة للبوليزاريو واضعا بذلك حدا لدعم واشنطن لخطة المغرب لحكم ذاتي بالصحراء الغربية رغم تحذيرات مغربية باتجاه الدول الغربية من أن مثل هذه الدولة ستصبح مأوى لتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية. وهو التخويف الذي انطلى على دول مثل فرنسا واسبانيا وإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقالت نفس المصادر أن ادارة البيت الابيض الحالية لم تعد ترى نفسها ملزمة بتبني الموقف الذي التزم به الرئيس جورج بوش خلال عهدته الرئاسية والتي ايد خلالها فكرة منح حكم ذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية. ووفق هذا المنطق فقد اكدت هذه المصادر أن الادارة الامريكية الحالية عادت إلى الموقف الذي التزمت به الولاياتالمتحدة قبل فترة حكم الرئيس بوش والتي لم تقفل الباب أمام إمكانية قيام دولة مستقلة بقيادة البوليزاريو في الصحراء الغربية. وأشارت المصادر الأمريكية إلى درجة القلق التي انتابت السلطات المغربية التي ابدت انشغالا كبيرا لما اسمته ب "الانقلاب الأمريكي". يذكر أن السلطات المغربية فاجأت المجموعة الدولية سنة 2007 بخطة اقترحت من خلالها حكما ذاتيا للشعب الصحراوي في تعارض كامل مع مضامين كل لوائح الأممالمتحدة التي تصر على حق تقرير المصير في الصحراء الغربية.