يظهر من خلال معطيات كثيرة ان إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تعرف تحولا جديدا إزاء قضية الصحراء الغربية و سجل المحللون أن الرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس الأمريكي الى الملك محمد السادس في بداية الشهر الجاري لا تحمل أية دلالة بشأن مخطط التسوية التي تسوقه الرباط قصد الإبقاء على سيطرتها في المنطقة كما أن ممثلة إدارة الرئيس لدى الأممالمتحدة "سوزان ريس" لا تنبس بأية إشارة الى ايجابية هذا المخطط المغربي و هذا على عكس ما كان معمولا به الى وقت قريب و سجل المحللون أيضا أن المبعوث الأممي في ملف الصحراء "كريستوقر روس" يتمتع بكامل الصلاحيات في تنقلاته و اتصالاته من غير أي تدخل لإدارة الرئيس الأمريكي وهذه نقلة جديدة في الملف و كان وفد من الكونغرس الأمريكي قد استقبل من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و كان في الوفد من الكونجرس الأمريكي رجال مهمون و ذوي اضطلاع بالمسألة الصحراوية يترأسهم السناتور ريشارد بور . وكان الوفد الأمريكي وصل إلى الجزائر في زيارة ليلتقي خلالها عددا من كبار المسئولين الجزائريين وبحث عددا من الملفات السياسية وتطوير التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية. و قالت مصادر إعلامية أمريكية حينها إن ملف الصحراء أخذ حيزا مهما من المباحثات بين وفد الكونغرس و الرئيس بوتفليقة و كشفت جريدة " وورلد تريبيون" الأمريكية قبل أيام أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تخلى عن سياسة سلفه جورج بوش إزاء حل قضية الصحراء المغربية حيث بات أقرب إلى تبني أطروحة الاستقلال لجبهة البوليساريو وهو ما يعني التخلي عن خطة الحكم الذاتي المغربية التي تبنتها حكومة سلفه جورج بوش. وجاءت هذه التكهنات في وقت تستعد فيه الحكومة المغربية والبوليساريو لاستئناف مفاوضات غير رسمية بينهما في العاصمة النمساوية فيينا بإشراف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "كريستوفر روس" و موفدين من الجزائر وتهدف إلى تعبيد الطريق أمام جولة جديدة من المفاوضات الرسمية التي توقفت في مارس 2008 بسبب اتساع الخلاف بين الجانبين. وقالت مصادر دبلوماسية إن البيت الأبيض لم يعد يرى ضرورة الالتزام بخطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية التي كانت قد حظيت بموافقة بوش، موضحة أن "الولاياتالمتحدة لم تعد تؤيد خطة المغرب للحكم الذاتي وهو ما من شأنه أن يخلق توترا مع الجزائر" وقالت المصادر ذاتها إن "الحكومة المغربية باتت تشعر بقلق بالغ إزاء تراجع الولاياتالمتحدة. وهو ما يفتح المجال للتساؤل عما إذا كان أوباما شخصيا ملتزما بأي شيء كان قد حظي بموافقة سلفه".وقد ظهر تراجع البيت الأبيض عن موقف بوش السابق – حسب "هيسبريس" - في الرسالة التي كان بعثها أوباما إلى الملك محمد السادس، وكشف عنها يوم الثالث من جويلية الجاري والتي ركزت على طلب الولاياتالمتحدة مساعدة الملك محمد السادس في أداء دور رائد في تقدم عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي والمصالحة العربية مع تل أبيب .وتطرق أوباما في ذات الرسالة إلى قضية الصحراء الغربية، حيث قال "إنني أعتبر كما هو الشأن بالنسبة لكم أن المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل و يعد هذا الموقف صدمة جديدة للرباط التي راهنت على إدارة الرئيس باراك أوباما لفرض الخط المغربي إزاء قضية الصحراء الغربية