كرم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس المتفوقين في امتحانات شهادة البكالوريا دورة 2009، ممن تحصلوا على تقدير جيد جدا وكذا من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في حفل أقيم على شرفهم بقصر الشعب بالعاصمة بحضور الإطارات السامية في الدولة وأعضاء الطاقم الحكومي. وبالمناسبة فقد سلم الرئيس بوتفليقة للمتفوقين هدايا تشجيعية تمثلت في جهاز إعلام آلي محمول ورحلة سياحية إلى خارج الوطن، كما قلد أولى المتفوقين من ضمن قائمة نجباء تضم 35 تلميذا تحصلوا على تقدير جيد جدا ميداليات شرفية، حيث نالت التلميذة واسطي إخلاص من وهران والتي تعتبر أصغر متفوقة في هذه الدورة الميدالية الذهبية بنيلها لأعلى معدل على المستوى الوطني ب17,68 في شعبة العلوم التجريبية، بينما تحصل بن العامر عادل من المسيلة على الميدالية الفضية بعد نيله ثاني أعلى معدل على المستوى الوطني ب17,42 في شعبة العلوم الدقيقة، في حين قلد الرئيس التلميذة كوثر نايت السعيد من ولاية باتنة، الميدالية البرونزية نظير نيلها معدل 16,85 في شعبة علوم الطبيعة والحياة. وتواصل حفل التكريم بتوزيع الجوائز على المتفوقين ال35 الذين يوجد من ضمنهم 25 متفوقا من فئة المترشحين الأحرار، كما شمل التكريم أيضا الناجحين في امتحانات البكالوريا من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالمناسبة ألقى وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد كلمة أبرز فيها القيمة الرمزية لالتفاتة رئيس الجمهورية إلى هؤلاء المتفوقين، وتشجيعهم على مواصلة الكد والعمل من أجل بناء مستقبل وطنهم، مشيرا إلى أن هؤلاء يعتبر جلهم من الذين أعادوا السنة التاسعة على اعتبار أنهم يمثلون الدفعة الأخيرة من النظام القديم (التعليم الأساسي). واثنى المتحدث على جهود رئيس الجمهورية من أجل تحسين وتطوير النظام التربوي الجزائري، من خلال الإصلاح الشامل الذي تمت مباشرته على مستوى المدرسة الوطنية منذ سنة 2003، وهو الإصلاح الذي بدأ حسب السيد بن بوزيد يعطي ثماره على أكثر من مستوى من خلال تطبيق سياسة تربوية متجددة، تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة، ومواكبة لكل ما يجري في العالم من مستجدات ذات صلة بالعلم والمعرفة. وفي سياق متصل ذكر الوزير بأن عدد الناجحين في امتحانات البكالوريا لدورة 2009، بلغ 135 ألف ناجح، بنسبة تقدر ب45,04 بالمائة، مبرزا مكانة الإناث في مجال الدراسة والتمدرس عدديا ونوعيا، والتي تعكسها نسبة النجاحات التي بلغت 57,67 بالمائة، مشيرا في الصدد إلى أنه إلى جانب المتفوقين ال35 بتقدير جيد جدا، فقد حصل 1729 ناجحا على تقدير جيد ونال 24553 ناجحا آخر تقدير قريب من الجيد. كما أوضح أن هذه الإنجازات التي تتوج السياسة الإصلاحية المعتمدة في القطاع لم تقتصر على امتحانات شهادة البكالوريا فحسب، وإنما تعدتها إلى استحقاقات تربوية أخرى، على غرار امتحانات الانتقال إلى السنة الأولى متوسط، التي بلغت بها نسبة القبول قرابة ال90 بالنسبة للدورتين الأولى والاستدراكية، بينما بلغت نسبة القبول في امتحانات الانتقال إلى السنة الأولى ثانوي التي بلغت نسبة القبول فيها 70,63 بالمائة، مسجلة بذلك نسبة تاريخية، لم يشهدها النظام التربوي الجزائري منذ الاستقلال، حسبما أكده السيد بن بوزيد، الذي أشار في السياق إلى أن العناية الخاصة لرئيس الجمهورية، مكنت القطاع من تطوير منشآته التربوية وتوسيع شبكته عبر ربوع الوطن، حيث انتقل عدد الثانويات من ألف ثانوية في 1999 إلى 1800 ثانوية في 2009، وارتفع عدد المتوسطات من 2500 في 1999 إلى 5000 متوسطة في 2009 وانتقل عدد المدارس الابتدائية من 15729 مدرسة إلى 17995 مدرسة خلال نفس الفترة. أما على مستوى التأطير فقد عرف القطاع تطورا نوعيا، بفضل اعتماد شهادة الليسانس كشرط أساسي لتوظيف المدرسين في مرحلة التعليم الأساسي بطوريه الابتدائي والمتوسط، وتم في هذا الإطار توظيف 100 ألف أستاذ حامل لشهادة الليسانس في التعليم الأساسي، وكللت الجهود الإصلاحية للقطاع أيضا بارتفاع تعداد الناجحين في شهادة البكالوريا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ عددهم خلال العشر سنوات الأخيرة (1999 إلى 2009) إلى أزيد من 1,558 مليون ناجح، بينما لم يتعد عددهم خلال 38 سنة التي أعقبت الاستقلال (1999-1962) 1,1 مليون ناجح، وصاحب التطور الكمي لدى الناجحين في البكالوريا تطورا نوعيا، عكسته الزيادة في نسبة التفوق المحصلة لديهم، وزيادة عدد الاستحقاقات من سنة إلى أخرى، حسبما أكدته الأرقام التي قدمها وزير التربية الوطنية خلال حفل التكريم. وتقدم المتفوقون المكرمون بالمناسبة في كلمة قرأتها المتفوقة الأولى واسطي إخلاص نيابة عنهم، بشكرهم لرئيس الجمهورية نظير اهتمامه الخاص بتطوير المنظومة التربوية، ورعايته لحفل تكريم المتفوقين تشجيعا لروح الإبداع، مؤكدة بأن الفضل في نجاحها رفقة زميلاتها وزملائها يعود بالأساس إلى الإصلاحات التي تم إدخالها على قطاع التربية الوطنية، كما قرأ التلميذ قسوم ميساوي رشيد كلمة شكر لرئيس الجمهورية باسم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كتبت بالبراي، نوه فيها بالعناية الكبيرة التي يخصها الرئيس بوتفليقة لهذه الشريحة من المجتمع، مؤكدا بأن الإهتمام الخاص الذي سمح لهذه الفئة بأن تلقى نفس النجاحات التي تلقاها الفئات الأخرى، لن تزيدها إلا عزما وإصرارا على تحقيق التفوق. وفي ختام الحفل سلمت أسرة التربية الوطنية هدية رمزية لرئيس الجمهورية عرفانا له بالجهود التي بذلها من أجل تطوير منظومة التربية والتعليم، ليخلد الحفل في الأخير بصورة تذكارية جمعت رئيس الجمهورية بكل المتوجين في الحفل.
