كرّم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في حفل أقيم بقصر الشعب بالعاصمة الحائزين على درجة الامتياز والأوائل المتحصلين على تقدير جيد جدا في شهادة البكالوريا للعام الدراسي الماضي بحضور الإطارات السامية في الدولة وأعضاء من الحكومة وأولياء المتفوقين. وقد خص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المتفوقين باستقبال خاص، وسلمت لهم جوائز تشجيعية تمثلت في أجهزة إعلام محمولة إضافة إلى برمجة رحلات سياحية لفائدتهم حيث سيتوجه البعض منهم إلى فرنسا والبعض الآخر إلى تركيا أو تونس لمدة تتجاوز عشرة أيام. وسلم الرئيس بوتفليقة المتفوقين الاثنين الأولين اللذين حازا على تقدير ممتاز وهما "لاج أسماء" من ولاية جيجل التي تحصلت على معدل 18.24 في بكالوريا شعبة الرياضيات وبن مالك مراد من ولاية قالمة الذي حاز على نفس المعدل في شعبة العلوم التجريبية ميداليتين ذهبيتين. وكرّم الرئيس بوتفليقة، خلال الحفل خليفة اسمهان من ولاية جيجل والمصنفة في المرتبة الثالثة بتقدير ممتاز بحصولها على معدل 18.04 شعبة العلوم التجريبية . وبصفة استثنائية كرّم الرئيس بوتفليقة أصغر متفوقة متمدرسة وهي مدوري أميرة إنصاف من ولاية عين تيموشنت وعمرها لا يتجاوز15 سنة، كما حضر الحفل ضيف شرف "نابغة" تحصل على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية كمترشح حر وعمره لا يتجاوز 13 سنة واسمه عيداوي شرف الدين. وتبادل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع الطفل "النابغة" أطراف الحديث لأكثر من 10 دقائق حيث أبلغه الطالب الصغير رغبته في متابعة دراسات عليا في الطب بعدما تحصل على معدل يقارب 11 من 20، وطلب القاضي الاول في البلاد من وزيري التربية الوطنية ابو بكر بن بوزيد والتعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية الإستجابة لرغبته وتسجيله في كلية الطب. ويُذكر أن عدد الناجحين في شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز بلغ ثلاثة متفوقين، أما عدد الناجحين بتقدير جيد جدا فعددهم 1106 ناجح، أما عدد الناجحين بتقدير جيد فقد بلغ 11597، أما المتفوقون بتقدير قريب من الجيد قد بلغ 64284 ناجحا في حين بلغ مجموع الناجحين بتقدير 76990 ناجحا أي بنسبة 36.68 بالمئة من مجمل الناجحين. وحضر أمس إلى قصر الشعب 126 متفوقا بتقدير ممتاز وجيد جدا يمثلون كل ولايات الوطن من بينهم 92 طالبة و34 طالبا، من بينهم 117 تحصلوا على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية و7 في شعبة الرياضيات، واثنين في شعبة التقني الرياضي والهندسة الميكانيكية. ومن جهة أخرى، كرّم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة وخصهم باستقبال حار بعدما تحدوا الإعاقة بنيلهم شهادة البكالوريا. وفي نهاية الحفل أخذ الرئيس بوتفليقة صورة تذكارية مع المتفوقين. للإشارة فقد بلغت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا لهذه السنة 19ر53 بالمائة، منها 55.4 بالمئة في النظام الجديد و50.22 بالمئة في النظام القديم. ووجه الطلبة المتفقون رسالة شكر إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نظير المجهودات التي بذلها خدمة لقطاع التربية ولاهتمامه الدائم بفئة الشباب والمتمدرسين. وقال الطالب بن مالك مراد من ثانوية أول نوفمبر بقالمة في كلمة ألقاها نيابة عن زملائه، أن هذا التكريم "ما هو إلا تكريم للعلم الذي لن يخيب أمل أمة تهتم به"، وأكد على أهمية هذا الإصلاح الذي يحتاج إلى الصبر حتى يحقق نتائجه كاملة. ومن جهتها، صرحت المتفوقة كرميش نور الهدى من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في كلمة قرأتها على طريقة البراي أن التكريم الذي حظي به المتفوقون، قائلة: "تكريمكم يزيدنا شرفا وعزة ويعطينا عزيمة قوية للمضي قدما في طريق التحصيل العلمي حتى نكون عند حسن ظنكم" . وأضافت المتفوقة مستطردة "هذا التكريم سنبقى نعتز به طوال حياتنا ولن ننسى فضلكم علينا". ومن جهة أخرى، أشار وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى أن الفوز الذي حققه هؤلاء المتفوقون" يمثل ثمرة الجهود التي بذلوها طوال مسارهم الدراسي". وأكد السيد بن بوزيد وهو يثني على النتائج المحققة في امتحانات نهاية السنة الدراسية أن النظام الجديد في امتحان شهادة البكالوريا حقق نتائج باهرة وسمح بتسجيل قفزة نوعية، غير أنها لم ترق بعد إلى مستوى الآمال والطموحات بالنظر إلى الجهود الجبارة المبذولة". وأضاف أنه "على الرغم من ذلك فإن هذه النتائج تطمئننا" وبأن الإصلاح يسير في الطريق الصحيح والدليل على ذلك هو عدد الناجحين بتقدير والذي بلغت نسبتهم 68ر36 بالمائة وهي نسبة "لم تتحقق منذ الاستقلال". وقال أنه لو تم اللجوء إلى نظام الإنقاذ لتجاوزت نسبة النجاح على المستوى الوطني 78 بالمئة، معتبرا هذا الخيار أي عدم اللجوء الى نظام الإنقاذ دليلا على سداد الجهود وثبات سير المنظومة التربوية وهي مؤشرات تؤكد على "التحسن المستمر مما يجعلنا نعلق آمالا كبيرة على المستقبل". ونوّه السيد بن بوزيد بالاهتمام والرعاية اللذين يوليهما الرئيس بوتفليقة لقطاع التربية والتعليم.