كان مسرح الهواء الطلق ب»الكازيف سيدي فرج« شاهدا على تاريخ الجزائر المستقلة من خلال ملحمة » أبطال القدر« التي وقعها الفنان العالمي عبد الحليم كركلا، الذي سبق وأن شارك بلد المليون ونصف مليون شهيد أفراحه في العديد من المناسبات كانت آخرها احتفالية »تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية2011« ، العرض الذي دام قرابة ساعة وخمس وأربعين دقيقة من الزمن، حاول من خلاله كركلا الجمع بين التاريخ والإبداع لكن طاغت عليه النكهة الشامية . على أنغام موسيقى ألف ليلة وليلة الحالمة، انطلق عرض ملحمة » أبطال القدر..عيد المجد« من مشهد دخول السفن التي شكلت بعدها قبة سيد فرج التي ترمز لتاريخ الجزائر العريق ، لتستهل بمشهد يعود بنا إلى الحاضر بحضور طلبة جزائريين درس في مادة التاريخ يوم عيد الاستقلال و هم يعبرون عن سعادتهم بهذا اليوم بالرقص والغناء على شرف شهداء الحرية قبل دخول الأستاذ الذي أخذ الطلبة في رحلة إلى ماضي الجزائر. وكانت الحقبة الاستعمارية أول محطة من الرحلة تجسدت بمشهد عن اجتماع ضباط فرنسيين وهم يتحدثون عن عنف منظمة الجيش السري و يطالبون جنودهم بممارسة المزيد من العنف. وبعد لوحة جسدت اندلاع الثورة الجزائرية ظهرت راية وطنية كبيرة لتعبر عن استقلال الجزائر على وقع أغنية الفنان الراحل عبد الرحمان عزيز التي تحمل عنوان »يا محمد مبروك عليك« أداتها المجموعة الصوتية وسط رقصات كوريغرافية طغت عليها الدبكة اللبنانية والشامية. وتلت لوحة تطرقت إلى سياسة الرئيس الراحل هواري بومدين على ضوء إعادة توزيع الأراضي للفلاحين الجزائريين و تشجيع بناء أول منشآت صناعية للجزائر. وبعد تناوله فترة الثمانينات من خلال مقطع من خطاب الرئيس الشاذلي بن جديد خصص مصمم المهرجان جانبا من العرض للعشرية السوداء من خلال تجسيد الخوف الذي كان الواقع اليومي للجزائريين آنذاك و ذلك عبر إبداع فيديو يظهر أشباحا يرقصون في الظلام على وقع مقتطفات من خطابات الرؤساء محمد بوضياف وعلي كافي واليمين زروال. ورافقت العرض الكوريغرافي فيديوهات تم تصويرها في شوارع الجزائر على الشاشات المنصبة فوق المنصة بالإضافة إلى صور ومقاطع من جرائد تسرد مختلف الفترات المتناولة. وخصص أكبر جزء من العرض إلى مرحلة بناء الجزائر المستقلة وتشييدها. وعلى خلفية خطاب الرئيس الراحل أحمد بن بلة جسد الكوريغراف تفكير صناع القرار آنذاك حول المنشآت الأساسية للبلد في مجالات التربية والثقافة والزراعة والصناعة والصحة. وما ميز العرض الذي أجمع معظم متتبعيه بأن النكهة الشامية طغت عليه من خلال بعض الرقصات والموسيقى هو دخول الحرس الجمهوري فوق خيولهم العربية الأصيلة ،المشهد الذي صفق له الجمهور طويلا، فضلا عن استعراض الجيش الوطني الوطني الشعبي. وكانت سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي جاء بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب الانجازات الكبرى للجزائر خلال العشرية الأخيرة، مسك ختام ،هذا العمل الملحمي الذي اختتم باستعراض فرق رقص فلكلورية ممثلة لمختلف مناطق الجزائر.