حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود لمزيد من الدماء وأنه لا يمكن توقع أن تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية، وقال لافروف في تصريح له أمس، إنّه ينبغي على الدول الغربية والعربية أن تمارس مزيدا من الضغط على المعارضة لوقف القتال، وتابع أنه قد تكون ثمة مأساة وشيكة في مدينة حلب السورية ولكنه أشار إلى أن المعارضة تتحمل مسؤولية جزئية على الأقل . قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها أمس، إن موسكو لن تقبل تفتيش سفن ترفع علمها وفق ما تقضي به عقوبات جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا بتفتيش الدول الأعضاء بالاتحاد السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا، وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الوزارة، إنّ بلاده لن تدرس ولن توافق على طلبات تقضي بتفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي وأنّ موسكو لن تقبل بتنفيذ الإجراءات المقيدة الأخرى . إلى ذلك، قصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري حيا بوسط مدينة حلب أمس، بينما أفادت تقارير بأن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على أهبة الاستعداد لشنّ هجوم على مقاتلي المعارضة من شأنه أن يحدّد مصير ثاني أكبر المدن السورية، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في حلب وأن اشتباكات عنيفة دارت في أماكن أخرى من المدينة، وقالت الجماعة المعارضة في بيان لها إنّ طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه، مضيفة أنّ هناك اشتباكات عنيفة أيضا عند مدخل حي الصاخور . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش السوري بدأ أمس هجومه لاستعادة الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه يمكن اعتبار أن الهجوم بدأ، موضحا أن اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الأحداث دارت في أحياء عدة في المدينة، مشيرا إلى تعزيزات عسكرية للجيش السوري قادمة إلى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المسلحين . من جهة أخرى، ناشدت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان كلا من قوات الحكومة والمعارضة السورية، حقن دماء المدنيين في حلب معربة عن بالغ قلقها من احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة في المدينة، وقالت بيلاي إن نموذجا واضحا ظهر فيما تحاول قوات الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القصف المكثف ونيران الدبابات وعمليات التفتيش من منزل إلى منزل، تطهير مناطق تقول إن المعارضة احتلتها في أكبر مركز حضري في سوريا. كما قال مسؤول خاص بحقوق الانسان في الأممالمتحدة في جنيف، إن القوات الحكومية تستخدم أسلحة ثقيلة لقصف مناطق ثم تدخل للقضاء على المعارضين المسلحين ثم تترك وراءها قوات أمن وقناصة لمنع عودة المسلحين وإن ذلك حدث في مناطق بدءً من حي باب عمرو في حمص في فيفري الماضي إلى دوما والتريمسة ودمشق في الأسابيع الأخيرة. وللتذكير، فإنّ معركة السيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة، تعتبر بأنها اختبار حاسم لحكومة خصّصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الأساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة تمرد متنام، وفي حين لم يتمكن أيّ طرف من تحقيق نصر حاسم تراقب المنطقة المحيطة وما وراءها بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية إلى الدول المجاورة المضطربة.