حادت إحصاءات المصالح البلدية على مستوى البلديات ال 26 لوهران، عن ضبط العدد الحقيقي للعائلات المحتاجة المعنية بتوزيع قفّة رمضان، حيث لم تحص إلاّ 30 ألف عائلة، لكنّ الشروع في العملية أظهر واقعا مغايرا بتسجيل أزيد من 90 ألف، هذا الخلل الذي خلق فوضى عارمة واحتجاجات بالجملة. لم توفق مختلف البلديات بعاصمة الغرب هذه السنة كذلك في ضبط ملف الإعانات المقدّمة للمحتاجين والمعوزين، وتوزيع قفة رمضان في شفافية كاملة وإيصالها إلى أصحابها الحقيقيين الذين تتوفر فيهم الشروط، حيث إنكشفت فضائح بالجملة على مستوى مختلف البلديات خلال الأسبوعين الماضيين. وإنجّر عن ذلك احتجاجات عارمة من قبل المحرومين الذي فجّروا قنابل من العيار الثقيل بخصوص التوزيع المشبوه ومن ذلك حادثة سرقة 30 قفّة على مستوى القطاع الحضري المقراني التي خلّفت غضبا واسعا لدى الفقراء ودفعتهم إلى الاحتجاج وهي الحادثة التي إنتهت بتوقيف مدير القطاع الحضري وإحالة 12 عاملا على المجلس التأديبي وتقديم شكوى لدى العدالة ومصالح الأمن التي حقّقت في حادثة السرقة. كما كان الشأن بالنسبة للقطاع الحضري سيدي الهواري، أوّل أمس، حيث وجّه المقصيون اتهامات خطيرة مفادها توزع القفّة لصالح العاملين بالقطاع الحضري ومعارفهم على حسبا الفقراء والمحتاجين، بل أكثر من ذلك بيع القفّة في السوق على لسانهم، مع العلم أنّ القطاع الحضري سيدي الهواري ظهرت به الآلاف من العائلات التي طالبت بحقها في قفة رمضان على خلاف ما سجّلته قوائم البلدية والجمعيات الخيرية التي مارست الغربلة، فيما عرفت بلدية بئر الجير مؤخّرا هي الأخرى احتجاجات كبيرة على القفّة بسبب التجاوزات التي أشار إليها المقصيون ما أدّى إلى تعثّر في عملية التوزيع. وكان الحال ذاته ببلدية سيدي الشحمي وسيدي بن يبقى، أين نشبت احتجاجات استدعت تدخّل مصالح الأمن، ولا تزال العملية متواصلة على مستوى مختلف البلديات وسط الحذر من الإنزلاقات ومن المتوقع أن تتواصل إلى غاية الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، على خلاف تصريحات المسؤولين التي أكّدت أنّ العملية ستبدأ قبل حلول رمضان لتنتهي في ظرف أيّام، وحسب مدير النشاط الاجتماعي فإنّه كان مقرّرا على البلديات إيصال القفّة إلى مساكن العائلات المحتاجة، لكنّ ذلك لم يجد سبيله في الواقع وعمّت الفوضى مختلف البلديات. ومن المنتظر توزيع 80 ألف قفّة استفادت منها بلدية وهران وهي أكبر بلدية على المستوى الوطني 6600 قفّة لوحدها، وقد تمّ إلى غاية هذا الأسبوع توزيع نحو 60 ألف قفّة، فيما تشير المعطيات الميدانية أنّ عدد المحتاجين ومحدودي الدخل والفئات المعوزة إرتفع هذا العام إلى الضعف، زيادة على العائلات السورية والمالية التي تدفقّت على مراكز الإطعام الخاصّة بالهلال الأحمر وعددها 34 مطعما وتزاحم فقراء وهران في استعطاف المحسنين. من جانبها الجمعيات الخيرية حاولت أن تدلو بدلوها في العملية التضامنية من خلال فتح مراكز للإطعام وتوزيع القفّة والختان الجماعي للأطفال وتوزيع ملابس العيد، لكنّ العدد الهائل للراغبين في الحصول على هذه الإعانات فاق كلّ الحدود، ومن بين الجمعيات جمعية الزهور التي فتحت مطعما بحيّ البلاطو بطاقة 300 شخص يوميا وخصّصت 1059 قفّة، وجمعية اليتيم وجمعية مسجد »الهداية« بحيّ الميلينيوم التي وزّعت 120 قفّة على المكفوفين وإتّحاد المكفوفين وجمعية مسجد علي بن أبي طالب بحيّ الحمري وغيرها، فيما مع العلم أنّ مديرية النشاط الاجتماعي خصّصت 1000 قفّة ل 100 جمعية، فيما تعتمد بشكل كبير على إعانات المحسنين.