قال الظابط السوري المنشق الشهر الماضي، العميد مناف طلاس، إن عمله الرئيسي في الوقت الحالي، يتمحور حول إقناع العلويين ألا ينتحروا مع النظام على حدّ تعبيره، مشيرا في الوقت ذاته إلى إمكانية حصول تحول سياسي قريبا. وشدّد طلاس في مقابلة مع صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكيةׂ الخميس، على أهمية بناء جسور من الثقة بين الجيش الحرّ والضباط في الجيش الحكومي الذين لديهم استعداد للانشقاق عن النظام، مشيرا إلى أنه بدون ذلك فإن عملية الإطاحة بنظام الأسد ستؤدي إلى إدخال البلاد في حالة من الفوضى ممّا يعرض الأسلحة الكيماوية السورية للخطر ويجعلها سلعة لمن يريد الحصول عليها. من جهة أخرى، أفاد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، بأنه في حال إقدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية فإن الرد الدولي سيكون »فوريا وصاعقا«، وقال فابيوس أمس في حديث لإذاعة »أوروبا 1«، إنه يعتبر الأسد مسؤولا عن استخدام تلك الأسلحة وأنه في حال جرت أدنى محاولة لاستخدامها سواء مباشرة أو غير مباشرة، فان الرد سيكون كما سبق وأن ذكر، مضيفا أن فرنسا تعتزم مساعدة ما أسماها »المناطق المحررة« في سوريا، وذبك من خلال إرسال مساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا حتى تتمكن تلك المناطق من إدارة شؤونها بنفسها وتوقف تدفق اللاجئين، وأوضح فابيوس، أن فرنسا وتركيا حدّدتا مناطق في الشمال والجنوب خرجت عن سيطرة النظام ممّا يوفر فرصة للمجتمعات المحلية لتحكم نفسها بنفسها دون أن تشعر بالحاجة للفرار الى دول مجاورة. إلى ذلك، أعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول سوريا أمس الأول، أن العقوبات المفروضة على سوريا بصورة أحادية الجانب والتفافا على مجلس الأمن الدولي، تؤثر سلبيا على الوضع في البلاد، مضيفا أن موسكو تدعو لرفعها بشكل مستعجل وفوري. وقال تشوركين، إن لعقوبات والقيود المفروضة من قبل بعض الدول والمجموعات الإقليمية لا علاقة لها بالجهود الحقيقية للمساعدة على تسوية الأزمة في سوريا. وكانت كلّ من فرنسا وبريطانيا قد حذّرتا الرئيس السوري الخميس، من أن التدخل العسكري لإقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل البلاد يجري بحثه رغم الجمود في مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع المستمر منذ ما يناهز ال17 شهرا. وفي الأثناء، طالبت تركيا رسميا من الأممالمتحدة إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا لإيواء اللاجئين، وهو مقترح أقرت بريطانيا وفرنسا بصعوبته، كون الحظر الجوي اللازم لنجاحه يتطلب تدخلا عسكريا، في وقت انفض فيه اجتماع وزاري لمجلس الأمن بشأن اللاجئين بدون قرار أو حتى بيان رئاسي. من جانبه، دعا الرئيس المصري محمد مرسي أول أمس، إلى التدخل لوقف إراقة الدماء في سوريا وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماع قمة حركة عدم الانحياز في طهران الذي تحضره 120 دولة، إن من واجبهم التصدي »للنظام القمعي« السوري مما دفع الوفد السوري إلى الانسحاب من الاجتماع. وبخصوص تطورات الوضع في الداخل السوري، أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 33 شخصا وإصابة عشرات آخرين أمس، معظمهم في حمص ودرعا وحماة جراء استمرار قصف قوات النظام الجوي والمدفعي على مدن وبلدات سورية عدة واشتباكات مع مقاتلي الجيش السوري الحرّ مع خروج مظاهرات عقب صلاة الجمعة دعا إليها ناشطون تحت شعار »الوفاء لطرابلس الشام وأحرار لبنان«، وذلك بعد يوم دام جديد خلف 140 قتيلا وسط إعدامات ميدانية بريفي حماة وإدلب.