يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم اجتماعا حول الأزمة السورية يحضره وزيرا خارجية كل من بريطانيا وفرنسا في مسعى آخر لبحث سبل احتواء وضع دام في سوريا تشير كل المعطيات أن حله لن يكون غدا. ويأتي عقد هذا الاجتماع بطلب من فرنسا بهدف إطلاق "نداء للضمير العالمي والتجند الإنساني" بخصوص الأزمة السورية التي تجاوزت حصيلة قتلاها عتبة 25 ألف قتيل في رقم يشهد على مأساة الشعب السوري. ومن المقرر أن تمثل الولاياتالمتحدة في الاجتماع سفيرتها لدى الأممالمتحدة سوزان رايس بينما لم تعلن كل من روسيا والصين الحليفتان التقليديتان لدمشق في مجلس الأمن الدولي إرسالهما لأي وزير. وباعتبار بلاده الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لشهر أوت فقد وجه رئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس دعوات إلى كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق للمشاركة في الاجتماع باعتبار أن هذه الدول المجاورة لسوريا هي من حملت عبئ اللاجئين السوريين الفارين من جحيم حرب دامية كانوا في غنى عنها. وتطالب تركيا التي تستقبل حوالي 80 ألف لاجئ بخلق مناطق عازلة في سوريا لاستقبال النازحين وطالبت الأممالمتحدة بضمان حمايتهم بعد أن أعلنت -مؤخرا- عدم قدرتها على استيعاب أكثر من 100 ألف لاجئ وأوقفت بشكل مؤقت عملية الاستقبال. لكن وزير الخارجية الفرنسية أقر، أمس، بصعوبة إقامة مناطق عازلة في سوريا وقال إن ذلك "أمر شديد التعقيد ويتطلب إقامة منطقة حظر جوي"، وهي المنطقة التي تتطلب توفير وسائل مضادة للطائرات ووسائل جوية. والحقيقة أن اعتراف فابيوس بصعوبة إقامة مناطق عازلة في سوريا لم يأت من العدم، بل لإدراكه المسبق أنه لا يمكن تمرير طلب كهذا عبر مجلس الأمن الدولي في ظل الفيتو المزدوج الروسي-الصيني والذي منع إلى غاية الآن استصدار أي قرار أممي يدين نظام الرئيس بشار الأسد ويطالبه بالرحيل أو يمنح الضوء الأخضر لتدخل عسكري في سوريا مثلما تلح عليه المعارضة السورية. وإذا كان اجتماع نيويورك -حسب فابيوس- سيركز على المسائل الإنسانية وسبل التكفل باللاجئين وحمايتهم تستمر أعمال العنف في سوريا بحصد مزيد من الأرواح. وشهدت مناطق عدة في هذا البلد، خاصة بريف دمشق وحلب وحمص عمليات قصف واشتباكات عنيفة، أمس، في وقت أعلن فيه "الجيش السوري الحر" التابع للمعارضة أنه شن هجوما على مطار "تفتناز" العسكري في ريف إدلب دمر خلاله خمس مروحيات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمسلحين على أطراف حي "القابون" شمال شرق دمشق بينما تتعرض بلدة "زملكا" لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، وأضاف أنه في ريف دمشق أيضا استخدمت القوات النظامية المروحيات في قصف بلدة "سقبا" ومحيطها، مؤكدا تعرض مدينة "الزبداني" شمال العاصمة دمشق للقصف أيضا. من جانبها، أشارت "الهيئة العامة للثورة السورية" إلى "قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام". وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 189 شخصا على الأقل في أعمال عنف في سوريا من بينهم 143 مدنيا و27 على الأقل سقطوا في تفجير سيارة مفخخة استهدف تشييع مواطنين مواليين للنظام في بلدة "جرمانا" بدمشق، إضافة إلى مصرع 14 مقاتلا معارضا و32 عنصرا من القوات النظامية.