الطريقة التي اعتمدها عمر غول في بناء حزبه توحي بأنه يستعجل السلطة، فهو يجمع ما لا يجمع، ويفتح الأبواب أمام المنشقين عن أحزابهم، والطامعين في الترشح للانتخابات المحلية، والغاضبين من أحزابهم، ومن يئسوا من تسلق مناصب المسؤولية في أحزاب تشتد فيها المنافسة كلما اقتربت الانتخابات. ويعرف غول، وهو المنشق عن حزب كان يقول إنه يعتبر السياسة من طرق التقرب إلى الله، أن الذين يسارعون إلى دخول البيت الجديد لا يقصدون الخدمة بل يريدون الانتفاع، ومع ذلك يمعن في تشجيعهم على المجيئ، يقول لهم إن تاج ليس له لون سياسي ولا يقصي أحدا، ويسر إليهم بأن أهل الحل والعقد هم من يوحون له بما يفعل، وأنهم وعدوه بمنصب كبير وفضل عظيم ينال أتباعه عندما يحين وقت القطاف، وقد لا يكون صادقا في كل ما يقول، أو قد لا يكون على بينة من الأمر، لكنه ماض على طريق الإغراء حتى يولد الحزب كبيرا. طريق الإغراء لن تؤدي إلا الابتذال في السياسة، هذه قاعدة أكدتها التجربة، فقبل خمسة عشر عاما كان التجمع الوطني الديمقراطي قد قدم نفسه على أنه الحزب الجامع الذي يمكن أن يكون بديلا عن أحزاب متناحرة لم تنتج إلا أزمة دموية، وقد اعتقد ساسة تلك المرحلة ومن أمسكوا بزمام البلد أن فكرة ترشيح وزراء وشخصيات معروفة ستغطي على التزوير المشين الذي طبع الانتخابات سيئة الذكر التي جرت سنة 1997، وسرعان ما اكتشف هؤلاء أنهم ارتكبوا خطأ فادحا لكنهم لم يملكوا الشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ والتراجع عنه وتصحيحه، وانتهى الأمر بالأرندي إلى الانكماش والأرجح أن أويحيى هو من سيستفيد دون غيره. حزب غول هو تاج على رأس من أسسه الذي يبحث عن مركبة توصله إلى أعلى المناصب التي يحلم بها أو التي وعد بها في غفلة من الشعب الجزائري، وهذا النوع من الأحزاب وجد لخدمة الأشخاص وليس لخدمة الجزائر.