أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن الأخير لا يخشى من تعديل القانون العضوي المتعلق بالنظام الانتخابي »ما دام هذا الإصلاح يحتكم إلى الشعب«، وأظهر ثقة كبيرة بأن الجزائريين سيُجدّدون الثقة، مرة أخرى، في جبهة التحرير الوطني في استحقاقات 29 نوفمبر المقبل مثلما فعلوها قبل أربعة أشهر في الانتخابات التشريعية. جدّد عبد العزيز بلخادم، في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحزب، التذكير بأن النتائج التي حصلت عليها جبهة التحرير الوطني في انتخابات العاشر ماي الماضي كان درسا لأعداء الجزائر، بل جزم على أنها »نجاح للجزائر التي كانت مستهدفة لزعزعتها مثلما حصل في بلدان عربية مثل تونس ومصر وسوريا..«، واعتبر أن تلك النتائج »كانت ردّا على الجهات المعادية، ولقد كان ردّا قوّيا«، معترفا أن مثل هذا الكلام الذي جاء على لسانه »قد لا يُعجب البعض«، ثم واصل بأسلوب شديد اللهجة: »من لم يُعجبه ذلك فليشرب من البحر..«. وأبرز أمين عام الأفلان أنه من باب الصدف أن كان الردّ متزامنا مع الذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية »وهذه رسالة أخرى لا بدّ أن يفهموها لأن الشعب لم يقل فقط سأعيد جبهة التحرير الوطني لى مكانتها الطبيعية ولكن أيضا ب 47 بالمائة من مقاعد المجلس الشعبي الوطني«، وحرص بالمناسبة على التوضيح أن كلامه هذا »لا أقوله من باب التطاول على الآخرين ولكن من باب وضع حجر في فم كل من يتطاول على جبهة التحرير الوطني«. وخصّ بلخادم في خطابه، الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، على بعث رسالات إلى أبناء الحزب الذي رفضوا »حوار الأفكار«، حيث قال في هذا الشأن: »إنهم بغوا في أنفسهم علوّا.. وإني لأستحي لهم من الفواحش والضُعف لأنهم خسروا كل المعارك«، موضحا أكثر تحت وقع التصفيقات: »لقد عملوا حركة تقويمية ونشطوا لقاءات موازية ثم جمعوا التوقيعات.. لكنهم خسروا كل هذه المعارك«، لافتا إلى أنه »بقي لهم أن نشروا إشاعة استقالة بلخادم ووفاة الرئيس..«، ثم ردّ عليهم: »أما بلخادم فهو أمامكم اليوم مع قيادة الحزب ورئيس الجمهورية شاهدتموه مع السفراء«. وأردف المتحدّث في ذات الموضوع مستنكرا تلك التصرّفات: »أنتم تعيشون على الكذب، ومن يعيش على الكذب فإن حبل الكذب قصير. إذا كانت لديكم أفكار فتعالوا إلى هياكل الحزب واطرحوها«، ليجزم أن »حزبنا منتصر وهو ليس لا حزبا مهزوما ولا مهزوزا«، بل ذهب أبعد من ذلك: »وسيكون انتصارنا في المحليات المقبلة أكبر، ونحن واثقون من أن شعبنا سيُجدّد الثقة في الأفلان ويعزّزها«، وبرأيه: »كلما يكثر علينا الكلام كلما فتح علينا الله أكثر«. ولم يمنع هذا الخطاب التفاؤلي الذي أطلقه بلخادم من أن يدفعه نحو الاعتراف بأن المسؤولية التي تنتظر جبهة التحرير الوطني خلال المرحلة القادمة أكبر بكثير مما كانت عليه سابقا، ولذلك ألحّ على أن يكون منتخبو الأفلان في مستوى ثقة الشعب الذي قال إنه »سيحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة«، معلنا أنه أبلغ أمناء المحافظات في اجتماع لهم قبل يومين أنه »ليس بإمكان أي أحد أن يُعقدّنا لكن هناك أناسا تنتظر فيكم بهذه الثقة«. وبموجب ذلك صرّح أن جبهة التحرير الوطني لا تخشى مما يجري الحديث عنه حول تعديل محتمل لقانون الانتخابات باعتماد نسبة 5 بالمائة من الأصوات المعبّر عنها في احتساب النتائج في الانتخابات المحلية المقبلة بدلا من 7 الواردة في هذا النصّ الذي صادق عليه البرلمان أواخر العام الماضي في إطار قوانين الإصلاحات، موضحا: »نحن لا نخشى من أي إصلاح يكون الاحتكام فيه إلى الشعب ولمصلحة الشعب. وليعلموا بأننا لسنا خائفين لا من صفر بالمائة ولا من 5 بالمائة ولا من 7 بالمائة لأن للشعب القدرة على الفرز بين الغثّ والسمين..«.